أشرف اليوم الخميس 23 جانفي 2025، السّيد عزالدّين بن الشّيخ، وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري، على افتتاح أشغال ورشة عمل علميّة تحت عنوان: ” منظومة بذور القمح في تونس: التشخيص وسبل التحسين”، نظّمها المعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس في اطار مشروع البحث والتنمية “تعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية في تونس بفضل منظومة بذور مبتكرة وآليات التوسع ضمن نظم الإنتاج المطري للقمح – “SeedSyst، الذي يُنفذه المعهد بالشراكة مع مختلف الأطراف المتدخلة في منظومة بذور القمح وبتمويل من مركز أبحاث التنمية الدولية بكندا، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والمختصين و الفاعلين الاقتصاديين الناشطين في منظومة البذور.
وتهدف الورشة الى تقييم منظومة بذور الحبوب الممتازة وتدارس سبل تطويرها اعتمادا على نتائج المشروع لضمان تمكين الفلاحين والفلاحات من الحصول على بذور عالية الجودة تمكّن من تحسين إنتاجيّة القمح وتعزيز الأمن الغذائي.
وفي كلمته الافتتاحيّة، أكد السّيد الوزير أهميّة قطاع الحبوب، خاصّة القمح الصّلب واللّين، باعتباره مقوّما أساسيا من مقومات الأمن الغذائي ببلادنا، مبيّنا أنّه وعلى الرّغم من الجهود المبذولة لدعم الإنتاج المحلّي، فإن تزايد الاعتماد على التّوريد الخارجي لازال يشكّل تحديًا كبيرًا، خاصّة في ظلّ التّغيّرات المناخيّة وما يشهده العالم اليوم من تغيّرات جيوسياسيّة كبيرة أدّت الى اضطراب في سلاسل التّوريد وارتفاع في أسعار مدخلات الإنتاج والمواد الغذائيّة. كما أبرز أنّ أهم التّحدّيات التي تواجهها منظومة انتاج الحبوب على المستوى الوطني تتمثل أساسا في:
• تأثير التّغيّرات المناخيّة التّي أدّت إلى تقلّبات حادّة في الإنتاج خلال السّنوات الأخيرة،
• ضرورة الرفع من قدرة منظومة البذور المحليّة للاستجابة للاحتياجات المتزايدة بالرّغم ما توليه الدّولة من أهميّة لهذا القطاع من حيث الدّعم التّنظيمي والمادي والذّي يتّضح من خلال مكوّنات الاستراتيجيّة الوطنيّة للفلاحة التّي تهدف الى بلوغ إنتاج 550 ألف قنطار من البذور الممتازة في أفق 2035.
وفي هذا الإطار دعا الى مزيد العمل والتّنسيق بين كافّة الأطراف المتدخلة في هذا المجال باعتماد مقاربة تشاركيّة في التّصوّر والتّنفيذ تمكّن من المحافظة على النتائج الإيجابيّة المحققة ودعمها وتخطّي الإشكاليات التّي تعيق تطوّر المنظومة بهدف ضمان ديمومتها من خلال وضع خطّة عمليّة لتأمين حاجياتنا من البذور الممتازة.
كما أكّد السّيد الوزير أنّ البحث العلمي هو المحرّك الأساسي لمجمل المنظومة التّنمويّة، وأنّ مشروع SeedSyst- سيساهم في إيجاد الحلول الضروريّة التّي تمكّن من تحسين كفاءة منظومة البذور وذلك عبر:
• توفير أصناف ذات جودة عالية واختصار المدّة اللاّزمة لتبنيها واعتمادها على نطاق واسع من قبل الفلاّحين،
• تعزيز التّعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل إرساء نظام شامل ومستدام لإنتاج وتوزيع البذور الممتازة،
• إنشاء منصّات ابتكار تجريبيّة لتثمين نتائج البحث وذلك بالتّعاون مع منتجي الحبوب ومختلف المتدخلين، وهو ما سيمكّن من تحقيق نقلة نوعيّة في القطاع، وبناء منظومة زراعيّة قادرة على مواجهة التحدّيات المناخيّة وإرساء شراكة قويّة بين المؤسّسات الوطنيّة والقطاع الخاص.
وفي الختام، نوّه السّيد الوزير بأهميّة ورشة العمل لكونها تمثّل منصّة هامّة لتبادل الخبرات والأفكار، ومناقشة الآليات العمليّة لتطوير منظومة بذور الحبوب الممتازة في تونس، فضلا عن أنّها تعدّ فرصة لمزيد تنمية الوعي لدى جميع المتدخلين بأهميّة منظومة البذور في رفع رهان تحقيق أمننا الغذائي عبر زيادة الإنتاج وبالتّالي التّقليص من واردات الحبوب، مؤكّدا على ضرورة متابعة مخرجات الورشة ومزيد العمل على ربط الصّلة بين البحث العلمي والتّنمية والمهنة بهدف الاستغلال الأمثل لنتائج البحوث في تطوير القطاع الفلاحي في تونس وتحقيق استدامته.




