ردا على المقال الصادر بصحيفة الشروق الوطنية ليوم الخميس 03 جانفي 2019 بعنوان “أضرت بالفلاحين وتهدد صحة التونسيين – بذور الموت”، توضح وزارة الفلاحة  والموارد المائية والصيد البحري أنه لا يوجد في المصطلح العلمي فيروس يحمل اسم “نيماتودا”، كما ذكر في المقال.

      وتبين الوزارة أن “النيماتودا” تنتمي الي المملكة الحيوانية وهي كائنات حية دقيقة الحجم تعرف بأسماء مختلفة أهمها الديدان الثعبانية. أما الفيروسات باللاتينيةVirus  وتعني فيروس في اليونانية “ذيفان” أو “سم” وهو عامل ممرض صغير لا يمكنه التكاثر اٍلا داخل خلايا كائن حي آخر. علما أن فيروسات النبات تنتقل من نبات إلى آخر غالبا عن طريق الحشرات التي تتغذى على النسغ ، مثل المن.

      كما تؤكد الوزارة أن مخاطر الآفات الحجرية النباتية تهم حصريا النبات ولا وجود لخطر على صحة الإنسان بالنسبة للبطاطا المصابة. وأن الآفات التي تصيب  درنات البطاطا المعدة للاستهلاك لا تمثل  أي خطر على صحة الإنسان والحيوان  وأنها لا تنتقل إليهما ولا تمثل أي عدوى على غرار الآفات التي تصيب الحيوانات.

       علما وان اغلب الفيروسات التي تصيب البطاطا غير متواجدة  بالاتحاد الأوروبي  ولا تمثل تهديد على صحة الإنسان ولا الحيوان وعلى تلوث مياه الشرب والهواء. إضافة الي ذلك فان الإرساليات تكون مصحوبة بشهادة صحية نباتية  تفيد خلوها من الآفات الحجرية.

          وحسب ما جاء في المقال، فان الإتحاد “دعا المنتجين الي اقتناء حاجاتهم من بذور البطاطا من نقاط التزود المعروفة ببيع البذور المراقبة والمصادق عليها والتثبت من حمل أكياس البذور لبطاقة تتضمن كل المعطيات الازمة حول النوعية والصنف والمصدر”، لذا تشدد الوزارة على أن هذه الدعوة تؤكد وجود نقاط بيع بذور وشتلات على المستوى الوطني مراقبة من طرف الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية وكذلك من طرف المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية.

      كما تشدد وزارة الفلاحة على أن الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية تقوم بدورها على أحسن وجه وهي حصن حصين لمنع دخول آفات الحجر الزراعي. وأنه  في إطار المهام المنوطة بعهدتها تقوم الإدارة الفرعية للرقابة الصحية عند نقاط العبور الراجعة بالنظر للإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية  بتحليل الإرساليات المعدة للتوريد وأنه في هذا الإطار تولت المصالح المختصة بالإدارة العامة خلال الموسم الفلاحي 2017 و2018 اخضاع  22546.97 طن من بذور البطاطا المعدة للغراسة منها 18590.7 طن خلال سنة 2017 و3956.27 طن خلال سنة 2018 و16000 طن من البطاطا المعدة للاستهلاك  للتحاليل المخبرية الضرورية للكشف عن الآفات الحجرية المضمنة بالقائمة الاسمية للآفات الحجرية المدرجة بقرار وزير الفلاحة الصادر في 31 ماي 2012 مثل النيماتودا من نوع  Meloidogyne spp وGlobodera pallida وGlobodera rostochiensis بالإضافة الى الافات البكتيرية مثل Ralstonia solanacearum و Clavibacter michiganensis subsp. sepedonicus .

     علاوة على ذلك، أنها منعت دخول 1200 طن من البطاطا من الجزائر في شهر أوت من سنة 2016، قامت بمنع  دخول 5800 طن من بطاطا المعدة للاستهلاك من مصر خلال الفترة المتراوحة بين جانفي ومارس من سنة 2018. هذا بالإضافة الي الأنواع الأخرى، وعلي سبيل الذكر لا حصر تم رفض 720000 شتلة من الفراولو خلال هذه السنة  لعدم مطابقتها لشروط الصحة النباتية للبلاد التونسية تواجد نيماتودا حجرية  (َAphelenchoides sp).

وبالنسبة للبطاطا المعدة للبذر، تعلم وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أن البلاد التونسية تستورد سنويا ما يقارب 20 ألف طن من بذور البطاطا وفي هذا الإطار تم خلال الموسم الفلاحي 2017/2018  توريد 22546.970 طن كما تم توريد 15505  طن خلال الموسم الفلاحي الحالي 2018/2019 من بذور البطاطا من بلدان الاتحاد الاوروبي منها 70℅ ذات المنشأ الفرنسي حيث أثبتت التحاليل المخبرية خلو كل العينات من الافات الحجرية (النيماتودا والبكتيريا والحشرات والفيروسات) المضمن بقرار وزير الفلاحة  الصادر بتاريخ 31 ماي 2012 وذلك بالاعتماد على تقنيات المعتمدة بالتدابير الصحية للمنظمة الأورومتوسطية  للنباتات. كما تم رفض حوالي 403.75 طن خلال الموسم الفلاحي 2017/2018  و160 طن خلال الموسم الفلاحي الحالي   2018/2019  لعدم مطابقتها لمقاييس الجودة المنصوص عليها بكراس الشروط والمتعلقة بآفات الجودة (Fusarium spp وgale commune و  gale argentée…).

أما في ما يخص  البطاطا المعدة للاستهلاك، تؤكد وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أنه في إطار تزويد السوق التونسية بمادة البطاطا والضغط على الأسعار تم توريد خلال الثلاث الأشهر الأولي من سنة 2018 شحنات من هذه المادة تقدر بحوالي 16000 طن موردة أساسا  من مصر وليبيا (11165 طن) و1449 طن من بلجيكيا وان كل إرساليات تم إخضاعها إلى التحاليل المخبرية  والمتمثلة في الكشف عن الآفات النماتودية والبكتيرية وحشرة الدوريفور، حيث تم رفض 5800 طن.

وبخصوص الفيروسات التي أصابت بعض غراسات الفلفل والطماطم حسب ما ورد في المقال فأن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ممثلة بالمصالح المختصة للإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية فتحت تحقيق في الغرض بإخضاع عينات من شتلات الفلفل والطماطم التي تم رفعها من  قبل المصالح المختصة وتحمل أعراض مرضية للتحاليل المخبرية بمخبر الحجر الزراعي، وأثبتت التحاليل المخبرية وجود إصابات فيروسية متمثلة في تجمع فيروسي من نوع : Tobacco streak virus (TSV)و Tomato spotted wilt virus (TSWV) على شتلات الفلفل دون سواها  تم على اثرها مراسلة  مصالح المندوبيات الجهوية للفلاحة  لإتخاذ إجراءات الحجر الزراعي اللازمة.

 وتجدر الإشارة إلى أن الفيروسين التي تم الكشف عنهما يتنقلان أساسا بواسطة ناقل من نوع التريبس وليست بواسطة البذور وأن  المنبت الذي تم أخذ الشتلات منه  مصادق عليه من قبل مصالح وزارة الفلاحة. كما نحيطكم علما بأن هذا المنبت قد تمت مراقبته العديد من المرات. وأن البذور الموردة من الفلفل والطماطم قد خضعت للرقابة الصحية النباتية بكل من مخبري الحجر الزراعي ومخبر تحليل البذور والشتلات و أن أصناف الفلفل والطماطم مسجلة ضمن قائمة السجل الرسمي للبذور المصادقة عليها.

كما أن شتلات الطماطم التي تم إخضاعها للتحاليل المخبرية والتي أكدت نتائج التحاليل المخبرية  خلوها من الفيروسات الحجرية. وأن الأعراض المرضية المسجلة  ناجمة على إصابات فطرية متداولة على غرار مرض الذبول والتعفن الساقي) Phytophthora sp وPythium sp (.

أما فيما يتعلق  بإنتشار الفيروس بكامل مزارع الفلفل فإنه لايمكن أن يحصل إلا في حال تواجد الناقل الرئيسي (التريبس) بأعداد هامة جدا ولم يقع مداواته في الإبان خاصة وأن من خاصيات هاته الفيروسات تنقلها بواسطة هذا الناقل بصفة دائمة  (Persistant) حيث انه يتطلب وقت طويل (من 15 الى 20 يوم بالجهاز الهضمي للحشرة الناقلة) لينقل الفيروس من نبتة مصابة إلى نبتة سليمة. كما أن أعراض هذا  المرض تظهر بين أسبوع إلى أسبوعين من تاريخ  الإصابة.

 علما وأنه من خلال عمليات الرصد والمتابعة من  قبل مصالح الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية تم رصد حشرة التربس في الضيعات المصابة بأعداد هامة خاصة وأن العوامل المناخية المسجلة خلال تلك الفترة تعد ملائمة جدا لنشاط هذه الأنواع من الحشرات والتي تمثل الناقل الوحيد لهذه الأنواع  من الفيروسات.

هذا وقد وقع اتخاذ جملة من الاجراءات الاستعجالية تمثلت في تكثيف المعايانات الميدانية لمزارع الخضروات، ومراقبة منابت إنتاج الشتلات، وحث الفلاحين على اتخاذ الاجراءات الوقائية لمكافحة حشرة التربس بالإضافة إلى اصدار إنذارات فلاحية للتوقي من هذه الأمراض الفيروسية لفائدة كافة المندوبيات الجهوية قصد المزيد من اليقظة وبرمجة أيام إعلامية تحسيسية تتعلق بطرق المكافحة لفائدة الفنيين والفلاحين.