في إطار مشروع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) للحد من الضياع والتبذير الغذائي في تونس، أكملت منظمة الأغذية والزراعة سلسلة من الدورات التدريبية لفائدة المهندسين والفنيين من مراكز التجميع ومصانع تحويل الحليب ومربي الأبقار في بنزرت والمهدية.

بتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الدولي، تم عقد خمس دورات تدريبية في الفترة ما بين 5 و21 فيفري، بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، وبالشراكة مع المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والحليب، وغيرها من الهيئات المعنية في قطاع الألبان، بما في ذلك ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى، والإدارات الجهوية للتنمية الزراعية.

تم تنظيم الدورات التدريبية في القطب التنموي في بنزرت، وفي مركز تجميع الحليب في جومين – بازينة بولاية بنزرت، وفي الشركة التعاونية الأساسية للخدمات الفلاحية “النجمة” في الجم بولاية المهدية، والشركة التعاونية الأساسية للخدمات الفلاحية “الهدى” في ولاية المهدية.

تم تدريب أكثر من ستين من الفنيين والمهندسين من مراكز التجميع ومصانع تحويل الحليب، و150 من مزارعي الأبقار في المناطق الريفية على الممارسات الجيدة للحد من خسائر الحليب على مدى سلسلة قيمة الحليب.

هذه الدورات التدريبية النظرية والعملية كانت محل تقدير كبير من قبل المشاركين والمشاركات الذين أصبحوا على بينة من حجم الخسائر في سلسلة قيمة الحليب وأسبابها وكذلك أفضل الوسائل لتخفيضها.

قام السيد كمال رجيبي، مدير عام المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والحليب، باستعراض مضمون المرحلة الثانية من الاتفاقية بين المجمع ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والتي تهدف إلى الحد من الضياع في قطاع الحليب في الولايتين المستهدفتين، الأمر الذي يمكن أن يضمن استدامة هذه الممارسات الجيدة وتعزيز ديناميكية تبادل المعرفة بين مربي الأبقار الحلوب.

من جهته، أشار مساعد ممثل المنظمة في تونس، السيد أحمد بوقشة، إلى أن الضياع في قطاع الحليب في ولاية المهدية يصل إلى 6.8 في المائة، وإلى 9.1 في المائة في ولاية بنزرت. وأكد على أهمية الحد من هذا الضياع بهدف ضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتحسين دخل مربي الأبقار. وفي هذا الإطار، شدّد السيد بوقشة على استعداد منظمة الفاو لمواصلة دعمها صغار مربي الأبقار، رجالاً ونساء، ورفع كفاءتهم لزيادة كمية الحليب وتحسين نوعيته.

وكانت منظمة الفاو بدأت في عام 2016 تنفيذ مشروع الحد من الهدر والتبذير الغذائي في كل من تونس ومصر. وقد انطلق المشروع لمواجهة الأرقام المخيفة حول نسبة الهدر الغذائي والتبذير في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والذي يصل إلى حوالي 200 كيلوغرام للشخص الواحد في السنة.

وإنه بعد دراسات مستفيضة لأسباب الهدر والتبذير الغذائي، تم تحليل سبل الحد منه في مجالي العنب والطماطم في مصر، وفي مجالي الحليب والحبوب في تونس. وهدفت هذه الدراسات إلى تحديد الأنشطة ذات الأولوية للحد من الضياع. وتأتي هذه الدورة التدريبية في سياق الأنشطة ذات الأولوية التي تضمنتها المرحلة الثانية من المشروع، المعنية بأنشطة التدريب والتوعية لمختلف حلقات سلسلة القيمة.