أشرف، صباح اليوم الاثنين 18 مارس 2019 بالمعهد الثانوي حنبعل بطبربة، السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على افتتاح أول ندوة علمية حول “وادي مجردة : بين العوامل الطبيعية وفعل الإنسان” تنظمها جمعية صيانة مدينة طبربة يومي 18 و19 مارس 2019، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والمختصين في عديد الميادين. وخصصت الندوة للتحاور ولتبادل التجارب والآراء من أجل مزيد تحسيس مختلف المتدخلين في حوض مجردة بدءا بتعميق الوعي بمسألة ندرة المياه وضرورة التصرف الرشيد والناجع فيها والحوكمة الجيدة لرفع كل التحديات ذات الصلة.

     وخلال كلفة الافتتاح، ثمن السيد سمير الطيب هذه الندوة العلمية، التي اعتبرها فريدة من نوعها، مبيتا أنها مبادرة تعبر عن وعي المجتمع المدني بموضوع في غاية الاهمية، الا وهو وادي مجردة كمورد طبيعي حيوي ليس للمنطقة فقط بل لكل البلاد التونسية.

    كما أضاف الطيب أن هذه الندوة تُمثل فرصة سانحة لعديد الخبراء وممثلي جمعيات المجتمع المدني لتبادل المعارف ودفع التعاون في ما بينها بهدف ترسيخ وتطوير العديد من المفاهيم والمبادئ المتعلقة بالمحافظة على الموارد الطبيعية وخاصة المياه وترشيد استعمالها وحمايتها من التلوث مع ادماج مفاهيم كونية مثل التغيرات المناخية والتنمية المستدامة والتوازن البيئي، وذلك في إطار مقاربة تشاركية في مجال المياه من خلال تقاسم الفوائد والتكاليف والمسؤوليات لخِدمة التنمية المستديمة.

     وأكد وزير الفلاحة أن الحديث عن وادي مجردة يكتسي عديد الأبعاد التاريخية، الحضارية، البيئية، الثقافية، الاقتصادية والاجتماعية، مبينا أن وادي مجردة يعتبر أضخم مجرى مائي بالبلاد التونسية ومن أهم مصادر ثروتها المائية، وأن على امتداد مساحة حوضه نمت وتطوّرت عديد الحضارات على مرّ التاريخ مثل مدينة شمتو وبلاّريجيا وتيبوربو وأوتيك وتستور والسلوقيّة ومجاز الباب، والتّي حملت ولا تزال عديد الخصائص المعماريّة والثقافيّة والاقتصاديّة التّي تميّزها عن بقيّة المدن التونسيّة.

وأضاف الطيب أن الحديث عن أهمية وادي مجردة بالنسبة للبلاد التونسية تبرزه عديد الارقام والمؤشرات،أهمها:

– تمركز أهم واكبر السدود بحوض مجردة وروافده، 10 سدود كبرى أهمّها سدّ سيدي سالم. وتهدف هذه السدود التّي شيّدت إلى:

  • المساهمة في تعبئة أقصى ما يمكن من الموارد المائية المتاحة،
  • حماية التربة من الانجراف،
  • توفير الماء الصالح للشرب وللريّ،
  • الحدّ من مخاطر الفيضانات وحماية المدن والتجمعات السكنية المتاخمة لمجرى الوادي، مبينا أن وادي مجردة يمثل حقيقة ثروة مائية لبلادنا حيث توفر النصيب الأوفر من حاجياتها المائية تفوق حوالي مليار متر مكعب في السنة.

– المناطق السقوية المنجزة داخل حوض وادي مجردة تقارب 270 الف هكتار، تساهم بنسبة هامة في تامين الامن الغذائي للبلاد سواء بالنسبة للحبوب والأعلاف، الخضراوات، الاشجار المثمرة، اللحوم والألبان.

– مساهمة القطاع الفلاحي بحوض مجردة في تشغيل اليد العاملة القارة والموسمية والمساهمة في تنمية وتطوير النشاط الاقتصادي في ربوع الشمال والوطن القبلي.

في سياق متصل أفاد وزير الفلاحة، أن الموارد المائية بحوض مجردة تواجه تحديّات، تستدعي من الجميع (وزارة، باحثين، فلاحين، هياكل مهنية ومجتمع مدني) الى وضع اليد في اليد للمساهمة كل من موقعه في التصدي للعديد من التحديات والتخفيف من العديد من الاثار المتأتية خاصة من :

  • الاستغلال المفرط والعشوائي للموارد المائية السطحية والجوفية،
  • تلوث الموارد المائية (الجوفية والسطحية) سواء الناتجة عن النشاط الفلاحي الغير رشيد وسكب المياه المستعملة الغير معالجة (خاصة المتأتية من بعض الوحدات الصناعية)
  • التغيرات المناخية التي يجب وضع خطط وبرامج عملية للحد من آثارها وهو ما نلاحظه من تواتر الظواهر القصوى (فترات الجفاف والفيضانات)،

      وبين الطيب أنه في هذا الإطار، قامت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بالعديد من الإجراءات منها :

– اعتماد منهجية جديدة للتصرف في الموارد المائية تأخذ بعين الاعتبار محدودية الموارد المائية المتاحة والحاجيات الموسمية.

– القيام بالعديد من الدراسات الاستراتيجية لتحديد ووضع مخططات عمل مستقبليّة تأخذ بعين الاعتبار كل المؤشرات المؤثرة سواء طبيعية، اقتصادية، اجتماعية او بيئية. من هذه الدراسات: الماء في افق 2050، دراسة تعصير المناطق السقوية بحوض مجردة السفلي، دراسة المخطط المديري الوطني لاستعمال المياه المعالجة في القطاع الفلاحي، دراسة تشخيص افاق الفلاحة المطرية بتونس، دراسة تسعيرة مياه الري…

– تكوين لجان فنية تضم مهندسين وباحثين وجامعيين للعمل سويا لإعداد تقارير حول واقع الموارد الطبيعية بحوض مجردة تعمل على عدة محاور، منها الترسبات : مصبات الاودية الاجراءات والتوقي، والتصرف في فترات الجفاف والتأقلم مع التغيرات المناخية، والتصرف والإنذار المبكر للفيضانات بحوض مجردة، ونوعية وجودة المياه، والاستغلال والتصرف في الموارد المائية بحوض مجردة.