في اطار تدعيم البحث عن سبل التعاون الاقليمي وتبادل الخبرات والتجارب في مقاومة داء الكلب، أفتتح صباح اليوم الأربعاء 24 جويلية 2019، السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أشغال الاجتماع الاقليمي لدول شمال إفريقيا حول القضاء على داء الكلب تحت عنوان “نحو إستراتيجية وطنية وإقليمية للقضاء على داء الكلب”، وذلك بحضور مدير عام المصالح البيطرية وممثل المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بباريس وممثل المكتب الإقليمي الفرعي لشمال إفريقيا للمنظمة العالمية للصحة وممثل المكتب الإقليمي الفرعي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وممثلين عن دول شمال افريقيا المشاركة في الاجتماع على غرار الجزائر والمغرب بالإضافة الى تونس وكينيا وناميبيا كضيغفتا شرف.
وخلال كلمة الافتتاح أكد السيد سمير الطيب التزام وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري انخراطها في الاستراتيجية العالمية لمقاومة داء الكلب لبلوغ صفر (0) حالة لدى الانسان في حدود 2030، موضحا أن الموقف الرسمي لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري يعارض قتل الكلاب السائبة ودعا إلى التحكم فيها وفقً المعايير الدولية ومعايير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية وضرورة إيجاد حلول بديلة لقتل الكلاب السائبة في عام 2019 ، موصيا بوضع جميع الامكانيات اللازمة لهذا البرنامج.
وفي هذا الإطار، تقدم الطيب بالشكر للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية لدعمها المستمر الذي تقدمه للمصالح البيطرية التونسية في مكافحة الأمراض الحيوانية بشكل عام وخاصة في مكافحة داء الكلب من خلال الهبات المتتالية من اللقاح على مدى السنوات الثلاث الماضية ، وآخرها 300000 جرعة من لقاح داء الكلب لسنة 2019 والذي يعد مساعدة كبيرة للحملة الوطنية للتلقيح ببلادنا، مبينا أن هذه الهبات تشجع التزام تونس بمحاربة هذه الآفة وتتوج العمل الشاق والتعبئة الدؤوبة للمصالح البيطرية في السنوات الأخيرة.
وسياق متصل هنئ وزير الفلاحة الطلاب البياطرة من خلال مجموعة “تونس ضد داء الكلب” الذين شرفوا بلدنا بتلقي الجائزة العالمية لاحتفالات اليوم العالمي لداء الكلب لعام 2018 والتي منحت لهم من طرف “التحالف العالمي لمكافحة داء الكلب”، قائلا ان “هذا الاعتراف الدولي لا يمكن إلا أن يحفزنا ويعزز من جهودنا للقضاء على هذا المرض”.
كما أفاد السيد سمير الطيب أن داء الكلب لا يزال من أخطر مشاكل الصحة العامة في العالم لأنه يقتل شخصًا واحدًا كل عشر دقائق أي ما وما يقارب 60000 حالة بشرية سنويًا، مضيفا أن في تونس، لا يزال داء الكلب مصدر قلق كبير لوزارة الفلاحة. وأن مقاومته تظل من أولويات الوزارة بفضل الجهود التي بذلتها المصالح البيطرية التابعة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري من خلال التلقيح المجاني للكلاب وحملات التوعية والتحسيس المدعومة منذ عام 2014.
وأكد الطيب أنه تم تسجيل تحسنا في الحالة الصحية للحيوان والإنسان بتونس، مستدركا أن رغم هذا التحسن لا يزال داء الكلب يمثل تهديدًا في بلدنا، خاصةً فيما يتعلق بالعدوى للإنسان.
وأضاف وزير الفلاحة أن تونس تعتبر واحدة من الدول الرائدة في المنطقة في مكافحة داء الكلب من خلال الاستراتيجية الموضوعة منذ عام 1982 والتي سمحت بإنشاء البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب لتحقيق أهداف مرضية، مبينا أنه بفضل جهود اللجنة الوطنية ولجان مكافحة داء الكلب الجهوية، نجحت بلادنا في عدم تسجيل أي حالة لدى الانسان خلال سنوات 1985 و2001 و2009.
وفي الختام، جدّد السيد سمير الطيب دعوته للعمل المشترك على المستوى الإقليمي من خلال تبادل المعلومات الصحية وتبادل الخبرات وتنسيق الاستراتيجيات الوطنية بين بلدان المنطقة بهدف تطوير الاستراتيجية الإقليمية لداء الكلب وتعميق التفكير في الركائز الخمس للقضاء على عليه، المحددة في الإطار العالمي لمكافحة داء الكلب البشري المتأتي من الكلاب وهي العنصر الثقافي الاجتماعي، العنصر الفني،الجانب التنظيمي، الجانب السياسي والموارد.