على هامش أشغال مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية COP 25 الملتئم بمدريد من 02 إلى 13 دیسمبر 2019، ترأس اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2019، السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري صحبة السيد مختار الهمامي، وزير الشؤون المحلية والبيئة جلسة الاجتماع الوزاري الفرنكوفوني، وذلك بحضور ممثلي البلدان والأحزاب والجمعيات الفرنكوفونية في COP25.

وقد خصصت الجلسة لتبادل آراء حول أولويات البلدان الفرنكوفونية فيما يتعلق بالتغيرات المناخية.

وخلال كلمة الافتتاح أفاد السيد سمير الطيب أنه منذ انعقاد الاجتماع الوزاري الفرنكوفوني السادس والثلاثين بموناكو سنة 2019 وتولي تونس لرئاسة المؤتمر، انطلقت بلادنا في الاعداد الفني واللوجستي لإنجاح القمة الفرنكوفونية المقبلة المزعم عقدها  بتونس في ديسمبر 2020، مضيفا أن هذا الحدث الهام سيتزامن مع احياء الذكرى السنوية الخمسين لإنشاء المنظمة العالمية للفرانكفونية.

وبين الطيب أن هذه القمة ستتعمّق بالأساس في تناول ومعالجة القضايا والأولويات المشتركة بين البلدان الفرنكوفونية، لا سيما في المجالات المتعلقة بالشباب والرقميّة والتنقل والمساواة بين الجنسين، مضيفا أن هذا اللقاء  الذي سيجمع 88 شخصية من رؤساء دول وحكومات  فرنكوفونيّة سيكون فرصة لمراجعة شاملة لبرنامج الفرنكوفونية من خلال تعميق البعد الاقتصادي وسبل كسب الحرب على الارهاب.

من جهة أخرى، أكد وزير الفلاحة أن التغيرات المناخية، بتأثيراتها والآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الأمنية المتزايدة، تعدّ اليوم قضية عالمية كبرى للأجيال الحالية والمقبلة، وأنه لا يمكن مكافحتها إلا في ظل تضافر جهود جميع الدول من خلال تعميق المشاورات ووضع برامج مشتركة، داعيا الى وضع التغيرات المناخية ضمن قائمة أولويات المنطقة الفرانكفونية، كما دعا جميع البلدان المعنية الى تعزيز ارادتها والالتزام باتخاذ إجراءات مشتركة وشاملة وفعالة ، بهدف تفعيل اتفاق باريس، ابتداء من سنة 2020.

وفي هذا الإطار دعا الطيب الى الاستئناس بالنتائج العلمية وخاصة التقارير المتتالية للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (GIEC) حتى يتم العمل على التأقلم مع التغيرات المناخية، مع وضع الاعتبارات اللازمة لضمان الأمن الغذائي ومجابهة ندرة الموارد المائية ولإنشاء أسس لفلاحة أكثر تأقلما مع الظروف المناخية القاسية المرتبطة بالاحتباس الحراري لكوكب الأرض.

وبين السيد سمير الطيب أن معرفة احتياجات وخاصيات القارة الافريقية هو خطوة ستمكن البلدان الفرنكوفونية بافريقا بالخصوص، من مواجهة تحديات المناخ بشكل أفضل، خاصّة وأن الآليات متواجدة بحكم الاتفاقيات واتفاق باريس، مستدركا، أنها تفتقر إلى الكفاءات والتمويلات اللازمة والى تعزيز الطموح في البلدان النامية في اطار المخطط الثنائي الاقليمي الدولي.

وفي الختام ذكّر الطيب أن المنظمة الفرنكوفونية لديها الوسائل والمؤسسات اللازمة، من بينها معهد الفرنكوفونية للتنمية المستدامة ” IFDD ” التي عملت منذ نشأتها على دعم البلدان الفرنكوفونية في وضع استراتيجيات التنمية المستدامة وبعث مشاريع ذات بعد تنموي وبيئي تعتمد على مقاربة علمية من شأنها تقديم حلول مبتكرة للتأقلم مع التغيرات المناخية.