تبعا للمقال الصادر بمواقع التواصل الاجتماعي والمتعلق بانقراض غزال المهر بتونس،  تجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية متمثلة في الإدارة العامة للغابات تعمل جاهدة على حماية وتنمية أنواع الحيوانات البرية  النادرة  وعلى إعادة توطين الأنواع المنقرضة.

ومن أهم الأنواع النادرة والتي تمت حمايتها داخل المناطق المحمية نجد جاموس أشكل والأيل البربري وغزال الدوركاس وغزال الأدم والأروية المغاربية.

أما أهم الأنواع المنقرضة والتي تم إعادة توطينها داخل المناطق المحمية فهي المها وأبو حراب وغزال المهر والنعام ذو العنق الأحمر.

وبخصوص غزال المهر، فهو يعتبر من أندر الظباء ويوجد حاليا أقلّ من 200 رأس في العالم منتشرة أساسا  بصحراء التشاد والنيجر، وهو أحد أكبر أنواع الغزلان في العالم.

وكانت عمليّة إعادة توطين غزلان المهر في تونس  بالحديقة الوطنية ببوهدمة في بداية التسعينات من القرن الماضي، بيد أنّ عدّة أحداث أدّت إلى انهيار القطيع إلى حدود الانقراض الوظيفي ابتداء من سنة 2012 حيث لم يبق سوى ثلاثة ذكور اختفى اثنان منها في الأثناء ، دون معرفة الأسباب، و بقي مهر واحد بدءا من سنة 2016 توفي بصفة طبيعية ناتجة عن كبر سنه.

وقد أعدت الإدارة العامة للغابات سنة 2014 إستراتيجية وطنية لتنمية الغابات والمراعي ومقاومة التصحر 2015ـ2024 ترتكز على 4 محاور :

المحور 1: ملائمة الإطار المؤسساتي والقانوني للقطاع وتدعيم  القدرات.

المحور 2: تطوير مساهمة القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

المحور 3: تطوير الوظائف والخدمات البيئية للموارد الغابية والرعوية.

المحور 4: تدعيم وتحسين المخزون الغابي والرعوي.

و يهم المحور الثالث، من الإستراتيجية، حماية الغابات وتحسين مردوديتها و تدعيم التصرف في المناطق المحمية والمحافظة على التنوع البيولوجي وعلى الحيوانات البرية والحد من انعكاسات التغيرات المناخية.

وفي هذا الإطار، وضعت الإدارة العامة للغابات خطة وطنية للمحافظة على الثروة الحيوانية البرية تهدف إلى حماية الأنواع النادرة أو التي بصدد الاندثار والعمل على تكاثرها وإعادة توطين الأنواع التي انقرضت. وقد تم إبرام اتفاقية مع معهد البحوث بالمناطق القاحلة باسبانيا تمتد على مرحلتين:

المرحلة الأولى:

تخص إعادة توطين الغزال الجبلي بالحديقة الوطنية بجبل السرج و تكوين إطارات تونسية في الغرض. وقد نجحنا في إكثار حوالي 80 رأس داخل الموائل ثم بتاريخ 8 نوفمبر 2019 تم إطلاق في الطبيعة أوّل قطيع يتكون من ثلاثين رأس غزال الأطلس التي أعيد توطينها في تونس. وهذا الإنجاز هو نتيجة التعاون بين الإدارة العامّة للغابات والمجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا والجمعية التونسيّة للحفاظ على الحياة البريّة.

المرحلة الثانية:

تخص إعادة توطين غزال المهر. ولتفادي النتائج الغير موفقة سابقا، تم  إعداد دراسة الجدوى بالشراكة مع الأطراف المتداخلة و تم ضبط خطة عمل و جمع كمية كبيرة من البيانات.

وبما أن عملية إعادة توطين غزال المهر عملية هشًة جدًا و دقيقة، يجب معرفة وتحديد الأسباب التي حالت دون نجاح العملية. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار مسبقًا جميع الاحتياطات والمعطيات العلمية والمالية اللازمة لتحقيق هذا الهدف.