في إطار متابعة تداعيات جائحة الكورونا على الوضع الفلاحي العام بجهة صفاقس، أجرى المنسق الجهوي لدى وحدة الإعلام و الاتصال بوزارة الفلاحة و الصيد البحري و الموارد المائية يوم الثلاثاء 12 ماي 2020 بمقر المندوبية لقاءا إعلاميا في الغرض مع السيد طاهر المباركي  المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بصفاقس،الذي أشار في مستهل حديثه حول هذا الموضوع ،أن المندوبية تعمل كسائر مؤسسات الدولة،منذ فرض الحجر الصحي الشامل،في موفى شهر مارس المنقضي، في ظروف استثنائية غير مسبوقة، جعلها في وضعية تأهب ومتابعة دقيقة لكل المستجدات وتسهر على تفعيل كل القرارات والتعليمات التي يتم اتخاذها تباعا،لمعاضدة مجهود الدولة في التوقي من خطر انتشار فيروس الكورونا المستجد و الحد من تداعياته الصحية والاجتماعية و الاقتصادية ،منوها في ذات السياق بالدور الريادي للسلط الجهوية في إدارة الأزمة و بالجهود المبذولة من جانب كل المتدخلين في منظومات الإنتاج الفلاحي والصيد البحري و الموارد المائية من فلاحين و بحارة و فنيين و منظمات وطنية و جهوية و هياكل مهنية و مصالح إدارية و أمنية و منشآت عمومية و مجتمع مدني و وسائل إعلام وذلك تقديرا منه لتفاعلهم الايجابي مع إكراهات الحجر الصحي العام ولما خلفه حضر التجوال في البداية من صعوبات في التنقل وفي ترويج المنتجات الفلاحية والتزود بالمستلزمات الضرورية. كما لم يفته بالمناسبة التوجه بالشكر الجزيل إلى كافة الأعوان و الإطارات الفنية و الإدارية الذين تم تسخيرهم لمباشرة مهامهم خلال هذه الفترة و خص بالذكر السيد علا الوكيل المدير العام رئيس القسم الإداري والمالي بالمندوبية و السيدات والسادة رؤساء الأقسام و الدوائر وخلايا الإرشاد الفلاحي.

       و في حديثه عن الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بفيروس كورونا ، تمت الإشارة إلى أن المندوبية ، قد حرصت في إطار التزامها بتعليمات السيد وزير الفلاحة في هذا الخصوص ، على تزويد كل مواقع العمل بالسائل المطهر ومواد التنظيف اللازمة ، مع  التنصيص على ضرورة استعمال الكمامات وتفادي الازدحام ،هذا إلى جانب تعقيم مواقع العمل بمقرات المندوبية ،و خلايا الإرشاد الفلاحي، ومواقع أخرى ميدانية ،شملت بالأساس محطات ضخ المياه بالمناطق السقوية ،ومواقع أشغال حفر الآبار العميقة بعدة معتمديات ،مشيرا في ذات السياق بأن هذا المجهود لم يقتصر على مقرات المندوبية فقط ، بل شمل كذلك ضمن مشاركتها في حملات التعقيم بالتنسيق مع السلط الجهوية،عدة مواقع كان من ضمنها مقر ولاية صفاقس وأخرى لمؤسسات أمنية و صحية ومنشات عمومية وأحياء سكنية وأسواق ومواقع حيوية بعدد من البلديات في مختلف المعتمديات .

       كما أعرب عن ارتياحه التام لجهود المندوبية في احتواء تداعيات هذه الأزمة على المنظومة المائية بالجهة ،مثمنا أهمية تدخل سلط الإشراف بوزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية و بدور المنشآت العمومية ذات الاختصاص في فض كل الإشكاليات التي شهدها هذا القطاع الحيوي منذ بداية الأزمة ،و بين أنه على خلفية فرض الحجري الصحي الشامل ، وتوقف أشغال المشاريع المبرمجة ضمن مخطط تأمين تزويد جميع المناطق الحضرية والريفية بولاية صفاقس بالماء الصالح للشرب خلال صائفة 2020 ، نظمت المندوبية في الغرض صباح يوم الخميس 02 أفريل 2020 جلسة عمل ،عن بعد ،تحت إشراف السيدة عاقصة البحري ،كاتبة الدولة المكلفة بالموارد المائية وواكبها السادة المنسق العام للمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ، والمديرالعام للهندسة الريفية واستغلال المياه والمدير العام لوكالة التنقيب على المياه ،وعن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ،والسادة الرئيس المدير العام ،والمديرالعام للتخطيط والتوازنات المائية ،ومدير الاستغلال المركزي ،ونظيره الجهوي بالجنوب ،والمدير الترابي للأشغال الجديدة بالجنوب ،ورئيسا إقليمي صفاقس الجنوبية والشمالية ،وعن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس ،السيد المندوب ،والسيدات والسادة ،رئيس القسم الإداري والمالي ،ورئيس قسم المياه والتجهيز الريفي ،ورئيس دائرة الهندسة الريفية ،ورئيس دائرة الموارد المائية ،ورئيس مصلحة بدائرة التصرف في المنظومات المائية ،ورئيس دائرة الدراسات والإحصاء الفلاحي.

        وتم خلال اللقاء النظر في سبل استئناف أشغال المشاريع المتوقفة جراء الحجر الصحي العام ،وبعد تقييم شامل لوضعية هذه المشاريع ومناقشة جملة الصعوبات و النقائص التي تعيق تقدم انجازها أفضت الجلسة إلى القرارات التالية:

استئناف أشغال إنجاز الحفريات العميقة المسندة لوكالة التنقيب عن المياه بتاريخ 06/04/2020.

الإذن بالشروع في استكمال أشغال مد الخط الهوائي ثلاثي الأطوار للحد من الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي على آبار جلمة الراجعة بالنظر لشركة الصوناد وضمان استمرارية التزود بمياه الشرب.

عقد جلسة تحت إشراف السيدة كاتبة الدولة يوم الجمعة 03 أفريل 2020 حول التوازنات المائية وتأثيرها على تزويد الولايات الساحلية وصفاقس بالماء الصالح للشرب من سد نبهانة .

إرجاء تأطير المجامع وإلزامها بدفع الديون المتخلدة بذمتهم  إلى ما بعد انتهاء فترة الحجر الصحي.

مراجعة الاتفاقية المبرمة بين الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وشركة  SIAPE  وتفعيلها لتخفيف نقص المياه على معتمدية الصخيرة  خلال الفترة الصيفية قبل موفى شهر ماي 2020.

          وبعد سلسلة من الاتصالات المكثفة أجرتها المندوبية مع وكالة التنقيب عن المياه خاصة ،استأنفت الأشغال المتوقفة في الآجال المحددة ،لاستكمال حفر 6 آبار عميقة ،من بين 12 بئرا مبرمجة ،ضمن مخطط تعزيز إمكانيات الجهة ،في التزود بالماء الصالح للشرب ،وقد حققت هذه الأشغال ،إلى غاية 10 ماي 2020 ،نسب تقدم انجاز متفاوتة ناهزت الـ60 % ببئري قرمدة والعين بصفاقس الجنوبية وبئر سيدي صالح بساقية الزيت ،و 95% ببئر سيدي عبدالله 2 ،و100% لبئري سيدي عبد الله 3 من معتمدية صفاقس الجنوبية ،والكرايمة بمعتمدية منزل شاكر حيث تم ربطها مباشرة بالتيار الكهربائي الثلاثي الأطوار وتجهيزها بالمحولات الكهربائية اللازمة .

         وحول الوضع الفلاحي ،أفاد السيد المندوب أن الموسم الفلاحي الحالي يتقدم في ظروف جد مريحة خاصة بعد تسجيل نزول كميات هامة من الغيث النافع بمختلف المعتمديات ،تراوحت منذ بداية الموسم الحالي إلى موفى أفريل بين 361.5 مم بقرقنة  و133.5 مم بالغريبة وسجلت على التوالي ارتفاعا بنحو 236.2% و 138.2%  مقارنة بالمعدلات السنوية المسجلة لهذه الفترة  ،و أضاف أنه على الرغم من الانعكاسات الايجابية لهذه الأمطار على الموسم القادم، إلا أنها تسبب مع ارتفاع دراجات الحرارة خلال هذه الفترة من السنة ،في ارتفاع الرطوبة، التي تساهم بدورها في ظهور عديد الآفات والأمراض من شأنها أن تفتك بجميع النباتات ،وتحسبا لذلك تابعت المصالح المختصة لحماية النباتات بالمندوبية مهامها خلال فترة الحجر الصحي ،وعملت أساسا خلال هذه الفترة ،على مراقبة الزياتين قصد حمايتها من بعض الحشرات الضارة ،على غرار حشرة العسيلة وحشرة  العثة في جيلها الزهري والاستعداد لمقاومتها في جيلها الثمري  ،كما عملت على مراقبة دودة الخروب التي تصيب أشجار الرمان خلال هذه الفترة في انتظار القيام بحملة وطنية للمكافحة البيولوجية لهذه الآفة التي ستشمل قرابة 30 هك متفرقة بالجهة .

          و بخصوص موسم جني الزيتون 2019-2020 ،تم الإعلان رسميا عن اختتام هذا الموسم في موفى شهر أفريل وبلغت الكميات المجمعة بالولاية ما يزيد عن 320 ألف طن في حين فاقت الكميات المحولة بالمعاصر 445 ألف طن، أنتجت حوالي 113 ألف طن من زيت زيتون ،وبخصوص البرنامج الاستثنائي لتخزين الزيت لموسم 2020/2019 ،تلقت المندوبية 31 مطلبا للانتفاع بهذه المنحة لفائدة 31 فلاحا تمت إحالتها إلى ديوان الزيت بصفاقس .

      و تابعت دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية نشاطها خلال فترة الحجر الصحي وقامت بعمليات المراقبة الصحية البيطرية الحدودية عند التوريد و التصدير،وتمكنت خلال الفترة المتراوحة بين 23 مارس و30 أفريل ،من مراقبة منتجات فلاحية معدة للتصدير تقدر بحوالي  564 طنا ،80 % منها منتجات بحرية موجهة نحو دول أوروبية وإلى جنوب شرقي آسيا ،وتم حدود الـ10 % من الأعلاف المركبة نحو الشقيقة ليبيا ،والباقي لحوم دواجن نحو الغابون. كما تم في المقابل مراقبة حوالي 1915 طنا من المواد الغذائية المستوردة منها 97 %  منتجات بحرية ،متأتية من الهند والنورفاج أما الباقي فتمثل في كمية من الحليب المجفف من هولندا ،و مادة لاكتوسيروم من تركيا .هذا إلى جانب كميات أخرى من مكونات الأعلاف الموردة والمتمثلة في 29700 طنا من حبوب الذرة من أوكرانيا ،و1950طنا من قوالب السداري من ايطاليا .وقد عملت مصلحة الصحة الحيوانية كذلك في يقظة تامة تمكنت على إثرها من رصد  بؤرتي جدري أغنام وتلقيح  110 رأس غنم بمعتمدية الحنشة و70 أخرى بمعتمدية ساقية الزيت ،وقامت كذلك بحملات تلاقيح أخرى لفائدة المركبات الفلاحية بديوان الأراضي الدولية  متمثلة في  12000 جرعة ضد الجدري و 12000 ضد الحمى القلاعية. مؤكدا بأن البرنامج الوطني للتلاقيح قد استعاد نشاطه كليا خلال فترة الحجر الصحي الموجه خاصة بعد عودة أغلب المتحصلين على التوكيل الصحي إلى سالف نشاطهم في موفى أفريل 2020 .هذا بالإضافة إلى المتابعة اليومية لملفات الحصول على منح تسمين العجول و الزيارات الميدانية لمراقبة مذبح  دجاج على الملك الخاص.

          وقد تواصل نشاط قطاع الصيد البحري دون انقطاع خلال فترة الحجر الصحي باستثناء مراكب الصيد بالجر التي توقفت بمقتضى المنشورعدد 69 بتاريخ 21 أفريل 2020 . وقد أقر هذا المنشور جملة من الإجراءات الاستثنائية للوقاية من تفشي فيروس الكورونا في قطاع الصيد البحري ضمن 3 محاور أساسية تعلقت بالجانب الصحي والاجتماعي والبيئي. وباعتبارها معنية في الجانب الذي يشملها بتنفيذ هذا المنشور، فقد قامت المندوبية بتسخير كل إمكانياتها البشرية واللوجستية المتاحة لتطبيق هذا المنشور في جانبه الوقائي لحماية كل المتدخلين في منظومة الصيد البحري من فيروس الكورونا وفي تأمين المنح الاستثنائية لمستحقيها من البحارة الذين تتوفر فيهم الشروط ،وكذلك وفي التصدي لظاهرة الصيد العشوائي وخاصة الصيد بالكيس،وقد أثار هذا الموضوع بعض الاحتقان على خلفية منع مساعدات الوقود المدعم على مراكب الصيد الساحلي المجهزة بجميع معدات الصيد العشوائي طبقا للمنشور عدد22 بتاريخ 04 فيفري 2020 ، ومراكب الصيد بالجر في الأعماق القصيرة ،ومراكب الصيد بالكيس ،وقد توجه السيد المندوب بالشكر إلى سلط الإشراف بوزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية و إلى السلط الجهوية بصفاقس على تجاوبهم في تأمين الحماية الأمنية لأعوان قسم الصيد البحري بصفاقس وخلية الصيد البحري بقرقنة أثناء المعاينات الميدانية للتصدي لظاهرة الصيد العشوائي.مذكرا أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية منظومة إنتاج الصيد البحري من خطر الصيد العشوائي الذي بات يهدد ديمومة هذا القطاع الحيوي.

            وقد ثمن السيد المندوب في ختام هذا اللقاء مجهودات دائرة الغابات خلال هذه الفترة  في تسيير العديد من الدوريات بكامل الولاية تقريبا والتي أفضت إلى :

حجز بندقية صيد من نوع بينلي عيار 12 مم مع عدد من خراطيش

حجز بندقية صيد من نوع سنتيتيان عيار 16 مم مع عدد من خراطيش

حجز كمية من حطب الكازورينا تقدر بـ 3 ستار ويفوق قطرها 20 صم

التصدي لأشخاص قاموا بقطع عـدد 7 أشجار كلتوس قطرها أقل من 15 صم

ضبط فلاح بصدد الرعي الجائر مساحات غابية حديثة العهد بمنطقة الشوكات من معتمدية الصخيرة

حجز العديد من الشباك والأقفاص المعدة لصيد الطيور المحمية.