في اطار التوقي ومقاومة الحرائق، تمّ يوم 08 جوان 2020 عقد اجتماع الندوة الوطنية لتأمين المحاصيل الزراعية وحماية الغابات من الحرائق خلال صائفة 2020 أشرف عليها كل من الإدارة العامة للغابات والديوان الوطني للحماية المدنية كما ضمّت مختلف المتدخلين لتقييم الموسم المنقضي وتدارس النقائص المسجلة وتحيين الخطّة المعتمدة عبر مراجعة توزيع الآليات والوسائل البشريّة وطرق التّدخل.

      وخلال الندوة تمّ العمل على وضع منظومة للوقاية ومقاومة الحرائق بالغابات شملت إجراءات وقائية وإجراءات للتّدخل ومقاومة الحرائق، وتشترك في هذه المنظومة على المستوى المركزي والجهوي مصالح الديوان الوطني للحماية المدنية والإدارة العامة للغابات والدوائر الغابية ومصالح إدارة المعدات التابعة لوزارة التجهيز والجيش الوطني بوحداته البرية والجوية.

وتتمثل الإجراءات الوقائيّة  بالمنظومة في :

– فتح وصيانة المسالك والطرائد الواقية من النيران،

– تنظيف جوانب الطرقات والمسالك الغابية،

– صيانة أبراج المراقبة ونقاط المياه والمعدات ووسائل الإتصال،

– تنظيم حصص الإستمرار 24 ساعة على 24 ساعة بأبراج المراقبة والدوائر الغابية ومراكز مقاومة الحرائق التابعة للمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية والإدارة العامة للغابات – دعم الحراسة والدّوريات الميدانيّة داخل الغابات،

– القيام بحملات توعوية وتنظيم اجتماعات تحسيسية مع سكان الغابات والفلاحين حول وجوب التوقي من الحرائق الغابيّة وحماية صابة الحبوب.

    علما وأن خطة التدخل لمقاومة الحرائق تعتمد على التّدخل السّريع والأولي من طرف أعوان الغابات وأعوان الديوان الوطني للحماية المدنية عبر مراكز متقدمة لاختصار آجال التدخل والحد من انتشار الحريق. كما يتم تعزيز المنظومة بالآليات الثقيلة من طرف مصالح وزارة التجهيز ومصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية، إضافة إلى الوسائل البشرية والمعدات التّابعة للمندوبيات الجهويّة للتّنمية الفلاحيّة والدّوائر الغابيّة الكائنة بالولايات المجاورة. وعند الاقتضاء تتدخل وحدات جيش البر وجيش الطيران لوزارة الدفاع الوطني.

وتتمثل الإجراءات الوقائية في فتح وصيانة المسالك والطرائد الواقية من النيران وتنظيف جوانب الطرقات والمسالك الغابية وصيانة أبراج المراقبة ونقاط المياه والمعدات ووسائل الإتصال. كما يتم تنظيم حصص الإستمرار 24 ساعة على 24 ساعة بأبراج المراقبة والدوائر الغابية ومراكز مقاومة الحرائق التابعة للمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية والإدارة العامة للغابات مع دعم الحراسة والدوريات الميدانية داخل الغابات.

كما تتولى المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية والدوائر الغابية ومصالح الديوان الوطني للحماية المدنية القيام بحملات توعية وتنظيم اجتماعات تحسيسية مع سكان الغابات والفلاحين حول وجوب التوقي من الحرائق الغابية وحماية صابة الحبوب.

      وميدانيا توضع قيادة موحدة بين كافة المتدخلين ليتم التنسيق في وضع وتنفيذ خطة مقاومة الحريق وتوزيع الوسائل البشرية والمعدات. مع العلم أن وزارة الداخلية تترأس اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة. بينما توجد بكامل ولايات الجمهورية لجان جهوية يترأسها والي الجهة.

وبالنسبة للوسائل البشريّة التي تمّ تسخيرها في اطار المنظومة الجديدة لحماية الغابات من الحرائق خلال الفترة الممتدة من غرة ماي إلى 31 أكتوبر 2015 تتمثّل في :

– تسخير كافة مهندسي وفنيي الغابات لمقاومة حرائق الغابات علاوة عن 200 عون اطفاء و54 عون اتصال،

–  اللّجوء في الحالات الاستثنائية (الحرائق الكبرى) إلى عمال المنابت والحراس المتواجدين قرب مكان الحريق وكذلك عمال الحظائر للمساهمة في اطفائه.

أمّا الوسائل اللّوجستيّة، على المستوى المركزي والجهوي تضمّ :

– 10مراكز لحماية الغابات (رادس، الفحص، غار الدماء، القصرين، باجة، الوسلاتية، الكاف، عين دراهم، سجنان، مكثر)،

– 160 برج مراقبة يتمّ التداول عليها 24 / 24 ساعة، من قبل 441 حارس وعون اتصال،

– 88 وسيلة تدخل سريع (شاحنات رباعية الدفع سعة 600 لتر من الماء)،

– 36 وسيلة إطفاء (سعة 3000 ل – 4000 ل)،

– 10 شاحنات تزويد (سعة 6000 ل)،

– 3 حاملات معدات.

– مضخات مجرورة وصهاريج لماء الشرب ومعدات فرديّة لمجابهة الحرائق والإقامة على الميدان.

وللتّذكير، فان الغابات بالبلاد التونسية تغطي مساحة تناهز 1.3 مليون هكتار من نباتات سريعة الإلتهاب خاصة خلال فصل الصيف الذي يتسم بإرتفاع درجات الحرارة وإنحباس الأمطار وتقلّص المخزون المائي بالنباتات. ويمتد موسم اندلاع الحرائق من غرة ماي إلى موفى شهر أكتوبر مع ارتفاع ملحوظ لعدد الحرائق خلال شهري جويلية وأوت.

      وقد تمّ تسجيل خلال الفترة المتراوحة بين غرّة جانفي و05 جوان 2020  نحو 47 حريقا تسبب في إتلاف 69 هك متكونة أساسا من 52 هك من الغابات والغابات الشعراء و17 هك من الأعشاب الجافة والهشيم.

ومنذ الثّورة عرفت بلادنا قرابة 2000 حريق داخل الغابات أتى على ما يزيد عن 30.000 هكتار كانت أغلبها خلال صائفة 2017 التي شهدت 17.000 هك من الغابات والغابات الشعراء المتلفة.

       وخلال سنة 2019 تم تسجيل 277 حريقا أتى على مساحة تقدر بــ 2900 هكتار وهو ما يمثّل ضعف المعدل السنوي من حيث عدد الحرائق وكذلك المساحات المتضرّرة خلال السنوات السّابقة لسنة 2011.

       علما وأن قيمة الخسائر المباشرة والناتجة عن احتراق هكتار واحد لا تقل عن 9 آلاف دينارا، إضافة إلى أضعاف الخسائر البيئيّة خاصّة منها أضرار الانجراف والفيضانات وتكاليف التّدخّلات وكذلك ضرورة انتظار ما لا يقل عن مدة 30 سنة للاسترجاع  الجزئي للوضعية الأصلية من أجل بيئة سليمة.