أشرف السيّد سعد الصدّيق، وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري اليوم الثلاثاء 14 جوان 2016 بمقر الوزارة على جلسة عمل خصّصت للنظر في تقدّم تنفيذ الخطّة الوطنيّة لمكافحة مرض اللّفحة الناريّة والتي خصصت لها اعتمادات بـ 11.8 مليون دينار (الفترة 2014 -2017).

وقدّم السيّد طارق شيبوب، مدير عام حماية ومراقبة جودة المنتجات الفلاحيّة، عرضا تضمّنالتذكير بعناصر الخطة وتقدم الإنجاز والإشكاليات المطروحة.

وتشتمل عناصر الخطّة على:

– إجراءات مكافحة المرض بالمناطق الموبوءة تهدف الحد من الإصابات والتقليل من اللقاح البكتيري.

– إجراءات التوقّي بالمناطق السليمة بغاية المحافظة على سلامتها من تسرب المرض.

مراقبة المنابت وحقول الأمهات

–  التكوين والإرشاد

– البحث العلمي

وبخصوص الوضعية الحالية لمرض اللفحة النارية، أفاد شيبوب أنّ الظروف المناخية التي عرفتها بلادنا أواخر شهر افريل وبداية شهر ماي كانت ملائمة لظهور المرض، حيث تمّ تسجيل إصابات بمرض اللّفحة النارية في أغلب مناطق إنتاج التفاحيات بنسب متفاوتة حيث تبيّن من خلال المعاينات الميدانية لمستغلات التفاحيات بالمناطق الموبوءة أن الإصابات شملت بالأساس الأزهار والكؤوس الزهرية والبراعم الفتية والنموات الطريّ والأوراق، وكانت كالآتي:

      إصابات خفيفة إلى متوسطة على الإجاص بكل من ولايات نابل وبن عروس وبنزرت إذ تتراوح نسبة الإصابة على الشجرة بين 20% و40%.

       إصابات بين المتوسطة والشديدة على الإجاص بكل من ولايات باجة وأريانة ومنوبة وجندوبة وذلك حسب الصنف: وليامس بين 30% و50% وأكثر من 80% على صنف الكسندرين والأصناف المحلية الأخرى. 

       إصابات خفيفة على غراسات التفّاح من صنف رويال قالا بمنطقة بوسالم من ولاية جندوبة ومجاز الباب من ولاية باجة تتراوح بين 5% و10 %  شملت أساسا الكؤوس الزهرية المتأخرة والنموات الحديثة.

       إصابات ضعيفة على غراسات التفاح بمعتمدية العروسة من ولاية سليانة لا تتعدى 10 وبنسب متفاوتة بين الأصناف (روال قالا، ريشراد، راد شيف، قلدن) شملت خاصّة الكؤوس الزهريّة والنموات الحديثة بالإضافة إلى تسجيل إصابات بمستغلة أجاص تمسح 02 هكتارات تعد بالخفيفة. 

       تسجيل إصابة جديدة بمرض اللفحة النارية بمنطقة الشبيكة من ولاية القيروان بمستغلة أجاص تمسح 0.5 هك وبنسبة إصابة في حدود 80 % كما تم تسجيل إصابات خفيفة لا تتعدى 20 % بمعتمدية القيروان الجنوبية بمستغلة تمسح 02 هك.

وبخصوص توسع وانتشار المرض، فقد بيّنت المعاينات الميدانية بولايتي الكاف (بمناطق السرس والقلعة الخصبة) والقصرين عدم وجود أعراض لمرض اللّفحة النارية وقد تمّ تأكيد ذلك من خلال تحاليل العينات (120عينة) التي تم رفعها والتي اكدت خلوها من البكتيريا.

وأشار مدير عام حماية ومراقبة جودة المنتجات الفلاحيّة إلى الإشكاليات المطروحة في تنفيذ الخطّة بالنسبة لعمليات القلع (عدم ثبوت الملكية وتشتتها، ارتفاع كلفة عملية القلع وقلة اليد العاملة، عدم اقتناع جل الفلاحين بالمنحة المرصودة في الغرض، اقتناع أغلب الفلاحين بالمحصول رغم قلته) وبالنسبة لعمليات اعادة الغراسة (عزوف الفلاحين عن القيام بتحليل التربة قبل طلب المنحة).

وتفيد الإحصائيات أنّه ومنذ ظهور المرض سنة 2012 (بـ 7 مستغلات أجاص بمنطقة مرناق على مساحة 36.5 هك) تمّ قلع 3246.4 هكتار وبلغت منحة الدعم التي تم صرفها الى حد ماي 2016 قيمة 4.47 مليون دينار.

ومن ضمن عناصر الخطّة نذكر عمليّة مراقبة المنابت حيث تمّت سنة 2014

مراقبة 674 ألف شتلة أتلف منها 96 ألف بمنبت بولاية منوبة. وتمّت سنة 2015 مراقبة 354 ألف شتلة و103 ألف حاملات طعوم و2380 حقول أمهات في حين شهدت سنة 2016 مراقبة 50 ألف شتلة في القيروان ومراقبة 14080 شتلة في بوسالم تم إتلافها نظرا لإصابتها.  

أمّا على مستوى البحث العلمي فقد تمّ:

       الشروع في دراسة حول تقييم حساسيّة الأصناف المتداولة من الأجاص

       دراسة حول تأثير حاملات الطّعوم على حساسية الأصناف لمرض اللفحة الناريّة

       دراسة حول تطوّر انتشار المرض في الأجزاء الداخلية للنبات وذلك قصد تقييم الحد الأدنى للقيام بعملية التطهير

      تجربة مستخلصات من المرجين لمقاومة مرض اللفحة الناريّة

       تجربة بعض المبيدات والمحفزات الطبيعية لمقاومة مرض اللفحة النارية تحت الظروف المناخية التونسية

كما أنطلق تفعيل البرنامج الوطني لإدخال الأصناف الجديدة العادية والمحمية الذي تشرف عليه مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي بالتنسيق مع مصالح الحجر الزراعي. وقد تمّ إدخال 6000 شتلة موزعة بين حاملات طعوم (04 أصناف) وأصناف من التفاح (04) وإجاص (04) وهي بصدد التجربة والمراقبة.

وفيما يتعلّق بعنصر الإرشاد والتكوين والإعلام فقد تمّ القيام بالعديد من الأنشطة على غرار: 

       تنظيم ندوة دوليّة حول مرض اللفحة النارية والتعرف على التجارب العالمية لمكافحته

       تنشيط يوم إعلامي وطني حول طرق مقاومة مرض اللفحة النارية

       تنشيط 03 أيام إعلامية جهوية ببنزرت وجمال وسليانة

       تنشيط 30 يوم اعلامي محلي استفاد بها حوالي 2500 منتج وفني  بكل المناطق الموبوءة والقيروان والقصرين (سبيطلة وسبيبة وفوسانة) والكاف وسليانة

      توزيع 3000 مطوية فنيية خاصة بمكافحة مرض اللفحة النارية

—       توزيع 1500 مطوية تتعلق بالروزنامة الفنية لمكافحة مرض اللفحة النارية

      توزيع 800 معلقة فنية

      تصوير 03 ومضات تلفزية (التعريف بالمرض، السبات، الإزهار)

       المشاركة في البرامج الإذاعية والتلفزية

     المشاركة في التظاهرات الوطنية (المعارض،مهرجان التفاح …)

وبعد النقاشات، أوصى السيّد الوزير بـ:

         مراجعة منح القلع والغراسة

         المراقبة الصارمة للمنابت

         إنتاج المشاتل بمناطق غير موبؤة

         تطبيق قانون المكافحة الاجباريّة

         متابعة تنفيذ المناشير المتعلقة بالحجر الزراعي والمراقبة مع الهياكل الأمنيّة المختصّة

         تقييم العمل البحثي من خلال جلسة عمل

         تفادي الثغرات في تطبيق الخطّة ومراجعتها.

         تحيين الخطة