تنظّم وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي ومؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي والمنصة الرقمية الإفريقية للتجديد والتشبيك المنتدى الافريقي الأول للتكوين والتّعليم العالي والبحث العلمي الفلاحي بمدينة العلوم بتونس من 21 إلى 23 جوان 2022 تحت إشراف وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري السيد محمود إلياس حمزة. وقد تم افتتاح أشغال هذا المنتدى من طرف السيد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووزير التشغيل والتكوين المهني السيد نصر الدين نصيبي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد منصف بوكثير والسيّد وزير الفلاحة بجمهورية الكونغو الديمقراطية ديزيري مزنقا بيريهانز بحضور عدد من السفراء الأفارقة المعتمدين بتونس وممثلي المنظمات الدولية وشركاء تونس التقنيين والماليين وثلة من المديرين العامين والأساتذة الباحثين والمكونين والمرشدين الفلاحيين وأصحاب الشركات الناشئة إضافة إلى إطارات من الهياكل المنظمة للملتقى.
     وقد أكّد السيّد محمود إلياس حمزة في كلمته الافتتاحية أنّ تنظيم هذا المنتدى يتنزّل في دعم التعاون جنوب – جنوب في المجال الفلاحي سيّما وأن إفريقيا تزخر بالموارد الطبيعية وبالمساحات الشاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة. وأكد السيد الوزير على تطلع تونس إلى توطيد علاقاتها مع البلدان الإفريقية في مجال التكوين والإرشاد والتعليم العالي والبحث العلمي الفلاحي معربا عن شكره لشركائنا الأفارقة لثقتهم في المنظومة التكوينية التونسية وفي منظومة التعليم العالي والبحث العلمي الفلاحي. كذلك ذكّر بالقرارات الجريئة التي اتخذتها الحكومة التونسية يوم 12 ماي 2022 لتطوير جهاز الإرشاد والتكوين الفلاحي وإعادة النظر في حوكمته وحوكمة بقية سلاسل المعرفة من مؤسسات تعليم عالي وبحث علمي ومراكز بحوث ومراكز فنية بما يسمح بالتوظيف الأمثل لنتائج البحث العلمي للرفع من دخل الفلاحين وتحقيق الأمن الغذائي.
     وفي هذا الإطار أعلن السيد الوزير عن الرغبة في إحداث مركز تكوين إفريقي في الفلاحة الذكية بتونس ليكون محطة هامة لتطوير الفلاحة بالبلدان الإفريقية عبر احتضانه للمكونين والمرشدين والأساتذة الباحثين والمهندسين والطلبة الباحثين وباعثي الشركات الناشئة. وأعرب عن ابتهاجه بالتعاون الوثيق بين وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي ومؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي الذي ما فتئ يتطور خدمة للفلاحة التونسية.
    من جهته، أكّد السيد نصر الدين نصيبي وزير التشغيل والتكوين المهني على أهميّة تطوير العمل الافريقي المشترك والنّهوض بقطاع المعرفة والتجديد من خلال تبادل الخبرات بين البلدان المشاركة، مبيّنا أن بلادنا تعمل على تحسين جاذبية التكوين المهني عموما بما فيها التكوين المهني الفلاحي باعتباره مسار نجاح وتميز.
كما أعرب السيد نصر الدين نصيبي عن دعمه لمجال التكوين والإرشاد والتجديد ورقمنة الخدمات الإرشاديّة بهدف تحسين جاذبية مراكز التكوين المهني الفلاحي وتدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بهدف تحسين تشغيلية خريجي المنظومة الوطنية للتكوين المهني في المجال الفلاحي.
     أما وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد منصف بوكثير فقد نوّه بانعقاد الدورة الأولى للمنتدى الافريقي للتكوين والتعليم العالي والبحث الفلاحي بتونس معتبرا إيّاها فرصة سانحة لتبادل التجارب وربط شراكات جديدة بين المؤسسات التونسية مع نظيراتها بباقي البلدان الإفريقية. ودعا إلى توطيد أواصر التعاون جنوب – جنوب لتحقيق الأمن الغذائي مبرزا المكانة المتميزة التي يتبوأها البحث العلمي بتونس على الساحتين القارية والعالمية. وأكّد السيد بوكثير على ضرورة الاستثمار في التجديد وريادة الأعمال قصد التشجيع على إحداث المؤسسات وتحسين القدرة التنافسية للمنتجات الفلاحية مذكرا بمبادرة الوزارة إطلاق صفة الطالب المبادر وإحداث مراكز ريادة الأعمال الطلاّبية صلب الجامعات إضافة إلى تنظيم مناظرات للابتكار بالمؤسّسات الجامعية.
     وأعرب السيد ديزيري مزنقا بيريهانز، وزير الفلاحة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، عن سعادته بحضور هذا المنتدى الهام بتونس التي تحظى بسمعة جيدة في مجال تكوين الموارد البشرية مبرزا ما يزخر به بلده من موارد طبيعية وأراضي فلاحية شاسعة وصالحة للزراعة معربا عن تطلعه إلى توطيد علاقات التعاون الثنائي في المجال الفني الفلاحي.
      وتجدر الإشارة أن المنتدى انتظم في شكل هجين حيث واكب فعالياته خبراء ومسؤولون أفارقة كبار من 26 بلد حضوريا وعن بعد. وقد أعرب بعض الضيوف الأفارقة عن رغبتهم في الاطلاع على التجربة التونسية في المجال الفلاحي للاستئناس بها.