أعطى السيد حمّادي الحبيب، كاتب الدّولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري المكلّف بالمياه، اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025، إشارة انطلاق موسم جني الزيتون بولاية سوسة، وذلك من إحدى الضّيعات الفلاحية بمعتمدية كندار الرّاجعة بالنّظر لديوان الأراضي الدوليّة.
وقد واكب السيد كاتب الدولة عمليّة الجني بالضيعة، واستمع إلى عرض قدّمته المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسوسة حول واقع وآفاق قطاع الزياتين بالجهة، وذلك بحضور السيد سفيان التنفوري والي سوسة، وعدد من الإطارات المركزية والجهوية والمحلية.
وبالمناسبة، أشرف السيد كاتب الدولة على فعاليات المؤتمر المتوسّطي حول استدامة قطاع الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسّط في ظلّ التغيّر المناخي، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والمختصين من ضفّتي المتوسّط.
ويهدف المؤتمر، الذي يتواصل على مدى يومين، إلى تبادل الرؤى والخبرات حول مستقبل شجرة الزيتون باعتبارها رمزاً للسلام والصمود وأحد ركائز التراث الزراعي والحضاري المشترك لدول حوض البحر الأبيض المتوسّط.
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد السيد كاتب الدولة أنّ التقلّبات المناخية واشتداد موجات الجفاف والحرارة ونقص الموارد المائية تمثّل تحدياً مباشراً لإنتاج الزيتون وجودته، مشدداً على ضرورة اعتماد مقاربة علمية متعدّدة الاختصاصات تقوم على البحث والابتكار والإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية.
كما أشار إلى أنّ التجارب العلمية أثبتت قدرة شجرة الزيتون على التأقلم مع الجفاف والمساهمة في التوازن البيئي، وهو ما يجعلها جزءاً من الحلّ في مواجهة التغيّرات المناخية. وأضاف أنّ تطوير الأصناف المتأقلمة، وإرساء نظم الإنذار المبكر، والانتقال نحو الزراعة البيولوجية المستدامة لم تعد ترفاً علمياً، بل خياراً استراتيجياً لضمان الأمنين الغذائي والمائي وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وفي ختام كلمته، شدّد السيد كاتب الدولة على أنّ تونس تعي أهمية الاستثمار في البحث العلمي ودعم الشراكات الإقليمية والمتوسطية في مجال الزيتون، مبرزاً التعاون القائم بين تونس وإسبانيا واليونان وفرنسا وإيطاليا والمغرب من أجل تعزيز تنافسية هذا القطاع الحيوي وضمان ديمومته.
وفي سياق متصل بموسم الجني، أدّى السيد كاتب الدولة والوفد المرافق له زيارة إلى معصرة الزيتون التابعة للمركب الفلاحي بالنفيضة، حيث عاين سير العمل واطّلع على التقنيات المعتمدة وإجراءات مراقبة الجودة والسلامة الغذائية.
كما شملت زيارته إلى ولاية سوسة الاطلاع على عدد من المشاريع المائية بالجهة، حيث دشّن مشروع تزويد منطقة السناقرة بالماء الصالح للشرب بكندار، الذي أُنجز لفائدة 30 عائلة، وعاين أشغال مشروع تزويد منطقة أولاد محمد بالماء الصالح للشرب بالنفيضة، والذي سينتفع منه حوالي 284 عائلة.
واختُتمت الزيارة بمعاينة تقدّم أشغال محطة تحلية مياه البحر بسيدي عبد الحميد، حيث دعا السيد كاتب الدولة إلى التّسريع في استكمال إنجاز المشروع.