أفاد السيد عمر الباهي كاتب الدولة للإنتاج الفلاحي لدى اختتامه يوم الأربعاء 29 مارس 2017 أشغال الملتقى الوطني الثاني للملقحين الاصطناعيين للأبقار الذي نظمه ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بمقر المعهد الوطني للبيداغوجيا والتكوين المستمر بسيدي ثابت أن مراجعة منظومة التلقيح الاصطناعي وتقييم نتائجها وتحديد توجهاتها القادمة بات أمرا مؤكدا وعاجلا بعد مرور نحو ثلاثة عقود منذ تبني هذه الآلية في إطار النهوض بإنتاجية قطاع الأبقار دون أن يرافق ذلك امتلاك فعلي لأدوات التقييم والمتابعة.

وقال كاتب الدولة إن تركز القطيع بشكل كامل على سلالة الهولشتاين وتدني إنتاجيتها يعد مؤشرا مهما على جدوى مراجعة أهداف التلقيح الاصطناعي والتوجه أكثر نحو تطوير السلالات المزدوجة واللحمية من أجل رفع الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء والقطع نهائيا مع التوريد، مبينا أن تركز القطيع التونسي من الأبقار على سلالة الهولشتاين يعكس الكثير من الأخطاء المرتكبة حيث لا توجد دولة في العالم تعاني مثل هذا التركز بما فيها موطن هذه السلالة، ما يستوجب إحداث تغير نوعي في وجهة وهدف منظومة التلقيح الاصطناعي عبر تشجيع السلالات المزدوجة واللحمية كما أن ارتفاع معدل أعمار الملقحين إلى ما فوق الخمسين يشير إلى غياب أطر تحفز الشباب على تعاطي هذا النشاط الاستراتيجي.

على صعيد أخر أوضح كاتب الدولة أنه رغم حرص الدولة على توفير البذور الحيوانية بشكل مجاني لفائدة الملقحين فإنها لا تتلقى بالمقابل مجمل المعطيات والبيانات الضرورية والمحينة للمتابعة وتقييم النتائج على الميدان ما يفرض تكريس نظام معلوماتي لتجميع كل المعلومات والمعطيات بشكل حيني لإحكام المتابعة وتقييم النتائج العامة والفردية للملقحين ومكافأتهم بحسب نجاحاتهم معتبرا في موضع أخر أن مراجعة كراس الشروط المنظم لتعاطي نشاط التلقيح الاصطناعي للأبقار لا يجب أن يتأخر ليكون جاهزا في غضون شهرين على أقصى تقدير، موصيا في هذا الإطار بضمان مشاركة قوية للملقحين في هذه المراجعة وبمزيد تنظيم قطاع التلقيح باللجوء إلى البطاقات المهنية بمثل ما هو متداول في قطاعات أخرى.

ويذكر أنه تم بمناسبة هذا الملتقى إبرام اتفاقية إطارية بين ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والبنك الوطني للجينات تتعلق بحفظ البذور الحيوانية المحلية وتثمينها كما تم بالمناسبة تكريم عدد من الملقحين الاصطناعيين ومن إطارات الديوان.