حرصا من وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على تأمين التزود بالماء الصالح للشرب خلال صائفة 2017 بولاية القيروان ، وسعيا منها للحدّ من الاضطرابات المسجلة في التوزيع خلال صائفة 2016 ، وضعت الوزارة خطة متكاملة بالوسطين الحضري والريفي للتوقي من هذه الإشكاليات . وتتمثل الخطة  في برمجة عدة تدخلات على مستوى  تهيئة الشبكات المائية وتدعيم الموارد المائية عبر حفر عدد من الآبار الجديدة ووضع قنوات جلب وتوزيع وتجهيزات مائية إضافية.

تدخلات الشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه

تعتبر ولاية القيروان التي تضمّ 84.700 مشتركا وتبلغ نسبة التزويد بها من قبل الشركة 100 بالمائة بالوسط الحضري وبالوسط الريفي 82,3 بالمائة (باعتبار مساهمة الهندسة الريفية) من بين الولايات  التي تشكو من بعض الإشكاليات على مستوى توزيع الماء الصالح للشرب وتحديدا بالمناطق الريفية وهي السبيخة ونصر الله والشراردة .

وللحد من الاضطرابات التي سجلت خلال صائفة 2016 بولاية القيروان، تمّت برمجة خمسة مشاريع  بكلفة جملية ناهزت 1 مليون دينار تتمثل في تدعيم الموارد المائية بدار الجمعية من معتمدية السبيخة  عبر ربط وتجهيز البئر العميقة “هنشير البقر” ووضع قناة انطلاقا من شبكة قريميد التابعة لولاية سوسة. إضافة إلى ذلك فقد تمّ تدعيم الموارد المائية لمنطقة حميدة من معتمدية نصر الله  من خلال ربط بئر عميقة تابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان في انتظار إنجاز بئر عميقة جديدة. وبالنسبة للمنطقة العليا من معتمدية الشراردة فقد وقعت تهيئة وتجهيز محطة الضخ الحالية. أما بخصوص منطقة الحاجب فقد تمّ تحسين دفق البئر العميقة المزودة للمنطقة في انتظار الانتهاء من انجاز بئر عميقة جديدة. وستمكن جملة هذه التدخلات من الحدّ من الاضطرابات المسجلة خلال السنوات الفارطة بالمناطق التي تتزوّد عن طريق المنشآت المائية التابعة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه .

ونظرا لما يشهده جنوب ولاية القيروان من نقص في الموارد المائية، تقوم الشركة حاليا بإنجاز دراسة لتدعيم وتأمين تزويد المناطق المذكورة بالماء وتحسين نوعية المياه الموزعة بها عبر فرضيتين: تتمثل الأولى في تحلية المياه الجوفية المحلية المالحة أو إنجاز محور جلب من القناة الرئيسية الخاصة بمياه القيروان. وفي انتظار ما ستتمخض عنه هذه الدراسة، سيقع تدعيم تزويد المناطق الريفية من القناة الرئيسية المذكورة . 

وتجدر الإشارة إلى أن الشركة وضعت برنامجا لصيانة شبكات جلب وتوزيع المياه ، كما قامت بتجنيد فرق فنية مختصة على مدار الساعة وكامل أيام الأسبوع للتدخل السريع والناجع لإصلاح الأعطاب الفجئية التي تطرأ على الشبكة مع تأمين متابعة يومية لمستوى مخزونات مياه الشرب حتى يقع تزويد الحرفاء في أحسن الظروف كما وكيفا .

تدخلات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان

أما فيما يخص الوسط الريفي فقد أعدت وزارة الفلاحة خطة عمل لتأمين التزود بالماء الصالح للشرب بالوسط الريفي خلال الصائفة  وذلك بالتعاون مع مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية و السلط الجهوية وترتكز هذه الخطة على المحاور التالية :

  انهاء أشغال تهيئة 9  منظومات مائية لفائدة 34045 منتفع وبكلفة جملية تناهر 25.6 مليون دينار،

  إعادة تشغيل 6 منظومات مائية متوقفة بسبب المديونية ،

هذا، وقد تم إلى موفى شهر ماي 2017، الإنتهاء من أشغال تهيئة 7 مشاريع مائية لفائدة 27 ألف مواطن وهي الرماضنية الروسات وجبل وسلات و أولاد شهيب والدخايلية و جبل السرج و خميس العلويني و البريكات عين سلطان ومن المنتظر أن تدخل منظومة الدواثرية حيز الإستغلال خلال الأسبوع الثالث من شهر جوان الجاري .

 أما مشروع الفتح المبرمج الإنتفاع به من طرف حوالي 5000 ساكن ، فبالرغم من المجهودات المبذولة فلم يتم فك الإعتراض القائم من طرف أهالي بئر مسكين واتمام المشروع ووضعه حيز الإستغلال  مع العلم أن المصالح الجهوية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري قد قامت بكل الإجراءات بالتعاون مع ولاية القيروان لإنجاز الحنفيات العمومية المطلوية من قبل المعترضين .

 ولمزيد البحث عن حل لهذا الإشكال قدمت مصالح الإدارة العامة للهندسة الريفية والمندوبية والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيعالمياه اقتراح لمشروع متكامل لتحسين نوعية المياه لمنطقة بئر مسكين ضمن ميزانية 2018 بتكلفة تقدر بحوالي 8 مليون دينار  ، ولكن بائت كل المحاولات بالفشل . فهل من تدخلات من أطراف فاعلة لفض الإشكال وتمكين 5000 ساكن من مناطق الفتح والقطيطير وأولاد عاشور من التزود بالماء الصالح للشرب ؟