بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة، أشرف اليوم الاثنين 05 فيفري 2017، السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على ندوة تحت شعار “المناطق الرطبة لمستقبل حضري مستدام: الاراضي الرطبة الحضرية تجعل المدن أكثر قابلية للعيش” والتي نظمتها الإدارة العامة للغابات بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، وذلك بحضور  ممثلين عن كل من  الصندوق العالمي للطبيعة و مركز التعاون المتوسطي للاتحاد الدولي لصون الطبيعة و المنظمة الدولية لحماية الطيور ومركز الأنشطة الإقليمية لبرنامج التدابير ذات الأولوية (خطة عمل البحر الأبيض المتوسط) و الشركة العالمية للمياه المتوسطية Global Water Partnership Mediterranean (GWP-Med);  ومعهد البحوث في المحافظة على المناطق الرطبة المتوسطية(Tour du Valat) والمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس وجمعية أحباء الطيور.

           وخلال هذه التظاهرة ذكّر السيد سمير الطيب باتفاقية “رمسار” المتعلقة بالمناطق الرطبة والتي تعتير أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة، مبينا أنها بمثابة إطار للعمل الوطني والتعاون الدولي للحفاظ والاستعمال المستديم للمناطق الرطبة ومواردها.

           وفي إطار دعم الشبكة الوطنية للمناطق الرطبة المسجلة بإتفاقية “رمسار” الدولية، أفاد الطيب أن   الإدارة العامة للغابات قامت بين سنة 2011 وسنة 2014، بإعداد الملفات الفنية والعلمية التي تم على ضوئها تسجيل مناطق رطبة جديدة بهذه الإتفاقية الدولية. مؤكدا أنه تم تسجيل 41 منطقة رطبة تونسية ذات أهمية عالمية، تشمل قرابة 260 نوعا من النباتات البرية و50 نوعا من النباتات البحرية . وتأوي 140 نوعا من الطيور أغلبها مهاجرة. كما بين الطيب أنه وبفضل برامج تعبئة الموارد المائية تكاثــرت المناطق الرطبة فــي كــل أرجاء البلاد و تكاثر عدد الطيور المهاجرة. وأن خلال فصل الشتاء تم تعداد أكثر من 500 ألف طائرا متأتيا من آسيا وأوروبا حيث تلعب المناطق الرطبة دورا هاما في المحافظة على التنوع البيولوجي علاوة عن دورها الاقتصادي  والاجتماعي و العلمي والثقافي والترفيهي.

  في المقابل أفاد وزير الفلاحة أن العديد من المناطق الرطبة تعاني من الانتهاكات والتلوّث من خلال إلقاء الفضلات المنزلية وإلقاء فضلات البناء والتربة والترسبات عبر سيلان ماء المطر  والاستغلال العشوائي للأراضي المحاذية والبناء الفوضوي وإلقاء المياه الملوثة المتأتية من المصانع المجاورة. مستدركا أنه تم أخذ عدة اجراءات للتصدي لهذه المخاطر تتمثل في :

  • حماية الغطاء النباتي المحاذي للمناطق الرطبة.
  • حماية الموراد الغذائية للطيور.
  • تطهير والحدّ من التلوّث الناجم من المصادر “الخردة “Ferrailleurs
  • تنظيف حواشي السبخة من الأوساخ المتراكمة.
  • جرف المواد العضويّة الملوّثة على جوانب المناطق الرطبة.
  • تطهير مياه الصّرف المتأتية من المنازل والمصانع المجاورة.
  • المحافظة على المناطق الرطبة من الإنتهاكات و البناء الفوضوي وإلقاء الفضلات.

           كما أكد السيد سمير الطيب أنه في إطار مشروع Global Wethad II ، الذي تشارك فيه الإدارة العامة للغابات مع الوكالة الفضائية الأوروبية واتفاقية “رمسار” للمناطق الرطبة،  تم تركيز قاعدة بيانات والنظام المعلوماتي الجغرافي يضم 09 خرائط مستخرجة للفترة الممتدة بين 1975- 1990- 2005 و04 مؤشرات لقيس الوضعية الحالية وتطور الحاصل بالنسبة للمناطق الرطبة. مضيفا أنه تمّ كذلك :

– إعداد دراسة التصرف المستدام للمناطق الرطبة بتونس بالتعاون مع الوكالة الوطنية لحماية المحيط

 (المرصد التونسي للبيئة والتنمية المستدامة).

– إعداد 25 مؤشر للتصرف المستدام للمناطق الرطبة و تنقسم هذه المؤشرات إلى 4 محاور (التنوع البيولوجي و المنظومات الايكولوجية، أسباب تغير المنظومات، الانعكاسات والفوائد، إدراج المناطق الرطبة في التنمية المستدامة).

– الشروع في إعداد الإستراتجية الوطنية للمناطق الرطبة التونسية بالتعاون بين الإدارة العامة للغابات والصندوق العالمي للطبيعة.

– إعداد ملف فني بالتنسيق مع الهيئات الدولية المعنية و الصندوق العالمي للطبيعة WWF واللجنة المحلية بغار الملح قصد ترسيم مدينة غار الملح كمدينة ذات أهمية عالمية مسجلة باتفاقية رمسار.

– وفي نفس الوقت تم اقتراح منطقة غار الملح  لنيل علامة نظام زراعي ذو أهمية عالمية بالتعاون مع مصالح وزارة الشؤون المحلية و البيئة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

          وأضاف وزير الفلاحة أن  انطلقت المرحلة الثانية  Africa Global Wetland قد انطلقت لمتابعة المناطق الرطبة من خلال استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية في التصرف المستدام في المناطق الرطبة والاستخدام الرشيد للموارد المرتبطة بها، وذلك بالتعاون مع الوكالة الفضائية الاوروبية واتفاقية رمسار للمناطق الرطبة. مؤكدا أنه سيتم الشروع في انجاز مشروع جديد حول حماية وتنمية المناطق الرطبة الساحلية ذات القيمة الإيكولوجية العالية بمنطقة غار الملح مع الصندوق العالمي للطبيعة ومركز التعاون المتوسطي للاتحاد الدولي لصون الطبيعة والمنظمة الدولية لحماية الطيور وتركيز الأنشطة  الإقليمية لبرنامج التدابير ذات الأولوية (خطة عمل البحر الأبيض المتوسط) والشراكة العالمية للمياه المتوسطية Global Water Partnership Mediterranean (GWP-Med)  ومعهد البحوث في المحافظة على المناطق الرطبة المتوسطية (Tour du Valat) والمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس وجمعية أحباء الطيور.

           وفي الختام أوصى السيد سمير الطيب بتعزيز متابعة الحالة البيئية وتحسين التصرف في المناطق الرطبة لضمان استدامتها.