في إطار الشـراكـــة مع الجمعية الهولاندية “Orange Jasmijn” التي تهدف إلى دعم ومرافقة بعث مشاريع تنموية فلاحية في اطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني سستهدف صغار الفلاحين والشباب العاطل عن العمل من أصحاب الشهائد العليا أو غيرهم، أشرف السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري اليوم الخميس 29 مارس 2018 بمقر وزارة، على جلسة عمل خصصت لعرض المخطط النموذجي للضيعة الفلاحية الدولية بسيدي منصور 1 بالقيروان وتقديم مجالات الشراكة مع المؤسسة الهولندية. وذلك بحضور السيد بوبكر الكراي رئيس الديوان والسيد صلاح الدين السالمي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل و7 خبراء من الجمعية  الهولندية وعدد من اطارات الوزارة.

       ولدى افتتاحه الجلسة نوه السيد سمير الطيب بدور جمعية”Orange Jasmijn”، معتبرا دورها رافدا من الروافد الأساسية والممتازة في دعم مجهودات الحكومة لدفع التنمية والتشغيل بعديد الجهات الداخلية للبلاد التونسية وبالخصوص تلك المصنفة من ذوي التمييز الإيجابي. موضحا أن تجربة إحداث شراكة بين الجمعية وفرعها في تونس بدأ منذ أفريل 2017 وأن برنامج الاتفاقية الممضاة في شهر أوت 2017 يتكون من خمسة نقاط وهي :

  • النهوض بالوحدات التعاضدية للإنتاج الفلاحي المزمع إحداثها ودعمها وبالخصوص في مجال التمويل
  • إشهار قائمة بها 40 ضيعة مساحتها الجملية حوالي 24 ألف هك، لاستغلالها كشركات إحياء وتنمية فلاحية مع مراجعة كراس الشروط الخاص بهذا الموضوع لدفع الاستثمار والتشغيل.
  • تخصيص قائمة بها 18 ضيعة على مساحة جملية تناهز 10 آلاف هكتار لبعث وحدات تعاضدية للإنتاج الفلاحي من بينها ضيعة “سيدي منصور1”
  • برمجة حوالي 11 ألف هكتار أراضي غير مهيكلة لوضعها على ذمة السادة الولاة للاستغلال مقاسم للفلاحين الشبان العاطلين عن العمل وكذلك أصحاب الشهائد العليا من غير خريجي المدارس الفلاحية العليا
  • مواصلة إشهار قائمات المقاسم الفنية لخريجي المدارس الفلاحية العليا على غرار القائمة 17 المعلن عنها يوم 14 مارس 2018 والمتضمنة لتوظيف 36 مقسما للفنيين. 

كما أضاف وزير الفلاحة أن الأراضي الدولية الفلاحية تمثل رصيدا عقاريا هاما للبلاد التونسية وأنها تمسح ما يزيد عن 500 ألف هك  (حوالي 10% فقط من الأراضي الفلاحية بالبلاد التونسية) وأنه تمت هيكلة حوالي 300 ألف هك لتصبح شركات إحياء وتنمية فلاحية ومقاسم للفنيين ومقاسم للفلاحين الشبان في حين بقيت مساحة ما يناهز عن 200 ألف هك تحت استغلال ديوان الأراضي الدولية وبعض الوحدات التعاضدية القديمة ومراكز التكوين والبحث والتعليم الفلاحي.

وشدد الطيب على أن التنمية عمل جماعي متواصل وجهد يومي لا ينقطع، وأنه يتطلب تعبئة كل الطاقات والموارد وترشيد استغلالها لتيسير بلوغ الأهداف المرجوة خاصة إذا ما تعلق الشأن بالقطاع الفلاحي وبأراضي الدولة، معتبرا برنامج الشراكة بين جمعية “Orange Jasmijn”، ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري مؤشرا إيجابيا في نحت الاستراتيجية  الجديدة  لاستغلال هذه الضيعات الدولية. مؤكدا أن محاور الاستراتيجية تتمثل في الأبعاد الثلاثة للاستدامة والتي هي:

  • البعد الاقتصادي: من خلال تحسين الإنتاج والإنتاجية لخلق الثروة وتوفير الحاجيات الأساسية، وذلك باستعمال التقنيات الحديثة التي بإمكانها تثمين الموارد المتاحة في أحسن الظروف.
  • البعد الاجتماعي: بالإمكان ضمانه عبر الرفع من أداء الأراضي الدولية الفلاحية ومن خلال العمل على إرساء منظومة الاقتصاد الاجتماعي التضامني (الوحدات التعاضدية للإنتاج الفلاحي من بين هياكله) المدمج لفئات من المجتمع وخاصة الشباب العاطل عن العمل والحاملين لشهائد عليا منهم من خلال توفير مواطن الشغل لهم ويكون ذلك عبر إدماج المجموعات ضمن دينامكية استغلال وتثمين الأراضي الدولية الفلاحية.
  • البعد البيئي: وذلك بترشيد التصرف في الموارد الطبيعية من أراضي زراعية
  • مياه ري وغطاء نباتي والمحافظة على التنوع البيولوجي حتى تبقى هذه الأراضي ثروة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.

وفي الختام أوصى وزير الفلاحة بإحكام توظيف الأراضي الدولية الفلاحية الخصبة، بما يتناسب مع الرهانات المطروحة على فلاحتنا في مجال مزيد تطويرها وتحسين مستوى أدائها.