افتتح اليوم الخميس 12 أفريل 2018، بالمعهد الوطني للبيداغوجيا والتكوين المستمر الفلاحي بسيدي ثابت، السيد بوبكر الكراي رئيس ديوان السيد وزير الفلاحة  والموارد المائية والصيد البحري ورشة عمل لمناقشة والمصادقة على الإستراتيجية الوطنية لمراقبة واستئصال مرض المجترات الصغرى، وذلك بحضور السيد ممثل المكتب الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية بشمال إفريقيا والسيد ممثل  المكتب الإقليمي  لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشمال إفريقيا وعدد من المديرين العامين بالوزارة

وخلال كلمة له أفاد السيد بوبكر الكراي أن طاعون المجترات الصغرى يعتبر من أهم الأمراض الحيوانية العابرة للحدود التي تقيد الإنتاج الحيواني خاصة في البلدان النامية التي تفتقر للموارد البشرية  والمادية اللازمة للسيطرة على هذه الأمراض. مضيفا أنه يشكل كذلك تهديدا للثروة الحيوانية على المستوى الوطني والإقليمي باعتباره مرضا معد يتسبب في خسائر اقتصادية بالغة مباشرة عبر تأثيره على صحة القطيع والمنتجات الحيوانية التي تشكل مورد رزق للفئات الضعيفة وغير مباشرة باعتباره يعرقل التجارة الآمنة وأنه يشكل عائقا للوصول إلى أسواق الثروة الحيوانية  والمنتجات الحيوانية العالمية المربحة وأنه يعيق بالتالي مجهودات تطوير إنتاج الحيوانات ومنتجاتها والدورة الإقتصادية .

  وبين الكراي أن هذا المرض  ظهر لأول مرة ببلادنا سنة 2009 وأن هذا المرض الحيواني الخطير ما لبث أن واصل انتشاره خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، ليتوطن الآن في نحو 70 بلداً في أنحاء متفرقة من جنوب وشرق آسيا وإفريقيا، والشرق الأوسط ومن المرجح أن يشق طريقه إلى أوروبا ويهدد أكثر من 7.1 مليار من المجموع العالمي للأغنام والماعز، فضلا عن كسب العيش الكريم والأمن الغذائي. مؤكدا أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) تولت بالاشتراك مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) وضع الخطوط العريضة لإستراتيجية عالمية للقضاء كلياً على طاعون المجترات الصغرى (PPR) بحلول عام 2030 وعلى نفس المنوال قام المكتب الإفريقي للموارد الحيوانية بالاتحاد الإفريقي  اعتمادا على هذه الخطوط العريضة  بإعداد إستراتجية افريقية للقضاء على هذا المرض في غضون 2030.

وأكد رئيس ديوان وزير الفلاحة  أن هذه الورشة تندرج ضمن التمشي الإقليمي والعالمي الذي انتهجته الدولة التونسية للقضاء على هذا المرض بصياغة استراتيجية وطنية لمراقبة واستئصال مرض المجترات الصغرى بالإعتماد على ركائز الإستراتيجية العالمية الموضوعة في الغرض والمتمثلة في :

  • استئصال طاعون المجترات الصغرى
  • تحسن مكافحة الأمراض الحيوانية التي تؤثر سلبيا على الوضع الصحي للقطيع مثل جدري الأغنام والماعز والحمى القلاعية
  • تعزيز قدرات الخدمات البيطرية على مكافحة هذه الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية

وفي الختام شّدد الكراي على تعزيز الشراكات  الإستراتيجية بين مختلف المتدخلين لبلوغ أهداف الأمن والسلامة الغذائية ورفع دخل المربين وتثبيت التوازنات الجهوية وتنمية قدرات التصدير وفتح أسواق جديدة لمنتجاتنا وفقا للمعايير الدولية. مؤكدا حرص الوزارة  على تحقيق الأهداف المرسومة في مجال ضمان مناعة بلادنا من كل الآفات والأمراض في ظلِّ  تَغيُّر المُناخ والتحولات العالمية المتسارعة الجديدة التي تحمل في طياتها مخاطر متزايدة لانتقال الأمراض والأوبئة الخطيرة.