ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشر للصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا “سيات 2018” الذي سيلتئم من 10 إلى 13 أكتوبر 2018 بقصر المعارض بالكرم، أشرف اليوم الثلاثاء 09 أكتوبر 2018 السيد بوبكر الكراي رئيس ديوان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري  على المنتدى الدولي حول “تكنولوجيا المعلومات والاتصال في خدمة الفلاحة” الذي نظمته وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تحت اشراف وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.

وخلال كلمة الافتتاح شدّد السيد بوبكر الكراي على أن الصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا الذي ينتظم تحت شعار ” نحو فلاحة ذكية ” والذي سيمثل مناسبة هامة للناشطين والفاعلين في قطاع الفلاحة والصيد البحري والخدمات المرتبطة بهما لعرض منتجاتهم والتكنولوجيات الحديثة المستعملة في القطاع، سيساهم  في تعصير الفلاحة التونسية باستقطاب العديد من المؤسسات الأجنبية الناشطة في مجال التقنيات الحديثة في قطاعي الفلاحة والصيد البحري.

وأفاد الكراي أن قطاع الفلاحة اليوم يشهد في العالم تحولات كبرى تهدف لخلق مصادر جديدة ومتنوعة للغذاء تعتمد على توظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتسخير التكنولوجيا الرقمية والحيوية، وأن المتأمل في مستقبل القطاع الفلاحي في العالم  يتأكد لديه وان آليات الوصول إلى منتجات فلاحية وفق معايير صحية تستخدم بيانات رقمية قادرة على تحديد أفضل للتغيرات المناخية والأساليب الزراعية المناسبة لكل المنتجات هو التوجه الصحيح الذي يتطلب إيجاد حلول قادرة على تسخير التكنولوجيا والبيانات الرقمية لتطوي أساليب الإنتاج الفلاحي، مشددا على مزيد دعم  التوجه العام للإقتصاد التونسي  المبني على  استغلال البرامج  الرقمية والمشاريع في مجال الاقتصاد الرقمي في قطاعي الفلاحة  والصيد البحري.

وأكّد رئيس ديوان وزير الفلاحة أن التحديات التي تعترض القطاع كبيرة، مبينا أن المؤسسات التي  تعمل على توفير التكنولوجيات لفائدة القطاع في تونس هو رقم ضعيف نسبيا مقارنة بالقطاعات الأخرى، داعيا إلى الرفع منها  خاصة مع اقتراب  الإمضاء على  قانون المؤسسات الناشئة  بمجلس نواب الشعب وهو قانون سيساهم في تيسير بعث هذه الشركات وتنظيمها.

كما بين السيد بوبكر الكراي |أن التوجه نحو استغلال التحول الرقمي في القطاع الفلاحي والاطلاع على التطورات الجديدة في هذا المجال وتعزيز الجهود الرامية إلى تعزيز قدرات الفلاحين وإعداد فلاحة المستقبل اصبح ضرورة اليوم وذلك عبر تزويد الفاعلين والمتدخلين بالآليات اللازمة من التكنولوجيات الرقمية لتطوير ومواكبة القطاع من حيث أساليب العمل والإنتاج ومواجهة مختلف التحديات وخاصة منها التغيرات المناخية.

وحول الاستثمار في القطاع الفلاحي وقطاع الصناعات الغذائية، أفاد الكراي أن مناخ الإستثمار أصبح ملائما لإحداث مشاريع مجددة وذات طاقة تشغيلية عالية خاصة بعد دخول قانون الاستثمار الجديد حيز التنفيد وتصنيفه للفلاحة كقطاع ذوأولوية، وأن   مؤشرات نمو الإستثمار الفلاحي الخاص منذ دخول هذا القانون الجديد حيز التنفيذ هي مؤشرات طيبة ومشجعة، وأن إسناده لامتيازات هامة  لفائدة المستثمرين في القطاع كمنح الاستثمار اللامادي ومنح المرافقة والتأطير للباعثين الشبان من شانها التحفيز على بعث المشاريع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

وبين السيد بوبكر الكراي أن تنظيم مثل هذه المنتديات من شانه أن يساعد في الانفتاح على آخر المستجدات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي تساهم  بدورها في تنمية الإستثمار وتطوير القطاع الفلاحي والتعرف على أحدث التقنيات على مستوى الإنتاج والتحويل وسييسر على الفلاحين  مراقبة محاصيلهم وتجهيزاتهم عن بعد  عب اجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، مؤكدا أن إدخال التكنولوجيات الرقمية للقطاع الفلاحي سيساهم في تحقيق الاندماج الحقيقي للفلاحة التونسيّة وانفتاحها أكثر على محيطها الاقتصادي والاجتماعي من خلال تركيز منظومات إنتاجية متطوّرة ومتناغمة مع ديناميكيّة الأسواق الداخليّة والعالميّة ستوفر بدورها مواطن شغل ودخل لأصحاب الخبرة والكفاءة والمبادرة.

كما أكد رئيس ديوان وزير الفلاحة  أن التوجهات العامة لوزارة الفلاحة تشجع على العمل وفق المنظومات الفلاحية التي تراعي  كل الحلقات من الإنتاج  إلى التحويل إلى التكييف ثم التعليب  لدعم  القطاعين  الفلاحي وقطاع الصناعات الغذائية. وأن هذه المنظومات هي حلقة هامة في التنمية الاقتصادية  وأنها تتطلب اليوم توفر عنصر  التكنولوجيا الرقمية لتيسير عمليات التصدير وتثمين المنتوج الفلاحي التونسي وإكسابه المزيد من القدرة التنافسية حتى يستجيب لحاجيات السوق الداخلية  والخارجية  وإلى خلق مواطن شغل جديدة، داعيا كل المهنيين والمستثمرين في القطاع الفلاحي إلى الاستثمار في هذه التكنولوجيات واستغلالها بطريقة ذكية  تنعكس  ايجابا  على مستقبل القطاع  في ضل المتغيرات  العالمية  التي تقتضي  مواكبة الثورة  الرقمية  الزراعية.