ردا على ما تم تداوله مؤخرا ببعض وسائل الاعلام حول بكتيريا Xylella fastidiosa، تؤكد وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عدم وجود بكتيريا Xylella fastidiosa بالبلاد التونسية.

    وتوضح الوزارة أن منذ ظهور مرض التدهور السريع للزياتين Xylella fastidiosa على الزياتين بجنوب ايطاليا سنة 2013، سعت الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية إلى وضع خطة وطنية للتوقي من تسرب البكتيريا للبلاد التونسية تظم العديد من العناصر ومنها ما هو متعلق بالقوانين و بالاستكشاف ورفع العينات والإرشاد والتكوين ومراقبة المنابت وتدعيم قدرة مخبر الحجر الزراعي على إجراء التحاليل الخاصة بالعزل والتقنيات الجديدة.

    على المستوى التشريعي أصدرت الوزارة العديد من القرارات، نذكر منها منشور السيد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عدد 307 بتاريخ 27 ديسمبر 2016 حول منع توريد النباتات من البلدان الملوثة ببكتيريا Xylella fastidiosa منها منع توريد النباتات والمنتجات النباتية للزيتون من جميع البلدان بالإضافة إلى منع توريد نباتات الزينة العائلة للبكتيريا.

     وبالنسبة لإخضاع النباتات والمنتجات النباتية الموردة للتحاليل المخبرية بصفة آلية للكشف عن البكتيريا، تم تزويد المخبر المركزي بأحدث الآليات لرصد بكتيريا Xylella fastidiosa وناقلها على معظم النباتات العائلة وخاصة الزياتين والعنب والأشجار المثمرة.

      كما تم إحداث لجنة فنية تظم كل من البحث العلمي وديوان الزيت والإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية للقيام بعمليات الاستكشاف ورفع العينات.كذلك تم تكوين فرق عمل في كل المندوبيات الفلاحية وكذلك محطات حماية النباتات في مجال استكشاف هذه البكتيريا وأخذ العينات.

     وفي إطار المهام المنوطة بعهدة الإدارة الفرعية للصحة النباتية عند نقاط العبور تم خلال السنوات الـ 3 الأخيرة 2016 و2017 و2018 إخضاع حوالي 7000 عينة للتحاليل المخبرية، منها 5800 عينة من شتلات الأشجار المثمرة ونباتات الزينة الموردة التي أثبت خلوها من البكتيريا، ما عدا 3 عينات مصابة تم اتلافها بطريقة الحرق، وعلي حوالي 1200 عينة رفعت من حقول الإنتاج والمنابت في اطار المسح الداخلي أثبتت التحاليل خلوها من البكتيريا.

كما وضعت الوزارة برنامجا لإنتاج شتلات زيتون مصادقة عليها وذلك بالتعاون مع الديوان الوطني للزيت ومعهد الزيتونة.

      على مستوى مراقبة منابت إنتاج شتلات الأشجار المثمرة، يتم انتاج شتلات الزيتون بـ 30 منبت مراقب وموزع على العديد من الولايات، حيث تم سنة 2018 انتاج 9.735.600 شتلة زيتون المنتجة عن طريق العقل الخضرية في 10 ولايات حيث كان الإنتاج الأكبر بولاية بن عروس 4.289.000 والقيروان 2.459.800 وسليانة 1.208.340. كما شهد إنتاج شتلات الزيتون خلال السبع سنوات الأخيرة تطورا هاما حيث ارتفع من2.156.328  سنة 2012 الي 9.735.600 سنة 2018.

        وفيما يخص نتائج عمليات مراقبة شتلات الأشجار المثمرة لموسم 2017/2018 فقد تم رفض 15 مطلب من جملة 109 مطالب إحداث منبت (14%) والمصادقة على 94 منبت إنتاج شتلات أشجار مثمرة. كما تم اتلاف 171.000 شتلة غير مطابقة للمواصفات الصحية والجودة (9%)، وحجز وإتلاف 6.000 شتلة مروجة بالسوق الموازي و 450 شتلة زيتون مهربة من القطر الجزائري، و108 شتلة زيتون منتجة عن طريق الجبنة.

      كما تؤكد الوزارة الانطلاق في برنامج تثبيت شتلات الاشجار المثمرة والعنب والزيتون، وذلك عبر إبرام اتفاقية أولى بتاريخ 11 جويلية 2018 مع البحث العلمي والديوان الوطني للزيت لإنتاج  شتلات زيتون محلية مثبتة، وإبرام اتفاقية ثانية بتاريخ 09 ماي 2018 بين خمسة شركات خاصة والبحث العلمي لإنتاج شتلات زيتون أجنبية مثبتة.

       وفي هذا الإطار تشاطر وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري مخاوف الجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون التابعة للإتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري من خطورة انتشار البكتيريا في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط، ولكن في المقابل تستغرب تصريح الجامعة  ولا توافقها الرأي حول سوء تقدير الوزارة لخطورة هذه الآفة، لأن التدابير التي تم اتخاذها بطريقة تشاركية أكدت على

 النقاط التالية:

  • مواصلة العمل بما جاء به المنشور عدد 307 بتاريخ 27 ديسمبر 2016 مع تحيين قائمة النباتات العائلة للبكتيريا.
  • الترخيص الحصري للأصناف الجديدة للاعتماد في حدود 15 شتلة/صنف مع وجوب إخضاعها للتتبع والمراقبة لمدة 3 سنوات (تتبع الصنفي والصحي) في إطار اتفاقية ممضاة بين البحث والمهنة والإدارة إلى حين وضعها على ذمة السوق الوطنية للإكثار والاتجار بعد تسجيلها والمصادقة عليها.
  • دراسة ملفات مطالب التوريد حالة بحالة مع وجوب الاعتماد على مراقبة صحية نباتية أولية من طرف لجنة مختصة قبل الاستيراد على أن لا يتجاوز العدد المورد 100 شتلة بالنسبة للأصناف المسجلة واتخاذ كل الاحتياط الحجرية اللازمة ( traitement eau chaude، insecte proof …….).
  • البدء العاجل في عملية المسح والمراقبة Monitoring بالاعتماد في مرحلة أولى على إمكانيات الإدارة العامة وبالتعاون مع كل المصالح المختصة ذات صلة من الباحثين، المراقبين، وتقنيي المندوبيات الجهوية.
  • تشخيص للصحة النباتية الشاملة في مرحلة أولى على غراسات الزيتون ثم توسيع نطاق المسح على النباتات العائلة الأخرى و الحشرات الناقلة.
  • تكوين خلية يقظة حجرية ومراقبة ومتابعة للبكتيريا على المستوى المركزي والجهوي.
  • تحليل مخاطر الآفات (Analyse du Risque Phytosanitaire, ARP) ووضع خطة تدخل سريعة على المستوى المركزي و الجهوي.