نظّمت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بالتعاون مع الجمعيّة الغير حكوميّة “ديناميكيّة المياه” يوم السبت 17سبتمبر 2016 ندوة حول مستقبل المياه في تونس. وقد ثمّن السيّد سمير الطيب وزير الفلاحة لدى افتتاحه للندوة الدور الهام للمجتمع المدني في التحسيس بأهميّة المياه وحسن استغلالها، وبيّن أنّ للوزارة العديد من المشاريع الجارية والمبرمجة في مجال المياه ستمكّن من الترفيع في طاقة حصاد المياه وتحسين نوعيّتها والارتقاء بنسبة تعبئة الموارد من 94 % حاليّا إلى 95 % سنة 2020. وفي انتظار استكمال المشاريع المبرمجة والجارية، بيّن الطيّب أن الوزارة أعدّت برنامجا عاجلا يتمثّل في اقتناء 40 وحدة لتحلية المياه وحفر 34 بئر عميقة. وللإشارة، يتمثّل البرنامج العاجل في دعم منظومة الوطن القبلي والساحل وصفاقس عبر اقتناء وربط 30 وحدة متنقلة لتحلية مياه البحر (بطاقة يوميّة بـ2000 متر مكعّب لكل وحدة) واقتناء وربط 3 محطات لتحلية المياه الجوفيّة المالحة وحفر 20 بئر عميقة. كما يشمل البرنامج اقتناء وربط 5 وحدات متنقّلة لتحلية مياه البحر بجرجيس لدعم منظومة الجنوب الشرقي، وكذلك اقتناء وربط 3 وحدات متنقلة لتحلية مياه البحر وحفر 2 آبار لدعم منظومة قابس الكبرى والحامة والمطويّة. وبخصوص المدن المزوّدة عبر الموارد الجوفيّة المحليّة فسيقع دعمها من خلال حفر وربط 12 بئر (2 آبار بالكاف و2 آبار بالقصرين و5 آبار بقفصة و3 آبار بقبلي وسوق الأحد).هذا وشدد الوزير أن الأهم اليوم هو مسألة ترشيد استهلاك المياه لان الإشكالية هي مشكلة تصرف أكثر منها مشكلة موارد، داعيا في نفس الإطار إلى الرجوع إلى استعمال الوسائل التقليدية في تجميع المياه مثل الماجل والفسقية. كما أفاد الوزير ان المخزون الحالي بالسدود يبلغ 720 مليون متر مكعب من المياه موزعة على 35 سدا، بتراجع بحوالي 500 مليون متر مكعب عن معدّل السنوات الثلاث الفارطة. وأضاف سمير الطيب أن هناك العديد من المشاريع لتحلية مياه البحر على غرار محطّة جربة (تدخل حيز الاستغلال في ربيع 2017) ومحطة الزارات بقابس (انطلقت أشغالها) ومحطة صفاقس والذي من المنتظر الانتهاء من انجازها سنة 2020 ومن شأنها توفير 100 ألف متر مكعب من المياه في اليوم ويمكن الترفيع في هذه الكمية إلى 200 ألف متر مكعب. وفي المقابل أشار إلى وجود العديد من المشاريع المعطلة مثل مشروع إيصال الماء الصالح للشراب إلى أرياف ولاية جندوبة وهو معطل منذ 2006. هذا وشدد على ان الدولة لن تتساهل في المستقبل مع من يقومون بهذه التعطيلات وستفرض القانون على الجميع. وفي نهاية تدخّله، أشار الوزير أنّ الوزارة تنفّذ برنامج تدخّل يدوم 3 سنوات (2015-2017) لفائدة 20 ولاية بكلفة جملية تقدر بـ 30 مليون دينار لتزويد 670 مؤسسة تربوية بمياه الشرب بالوسط الريفي (22.6 مليون دينار) وإنجاز أشغال الصرف الصحي بـ 1244 مؤسسة تربوية ( 7.5 مليون دينار). وتم إلى غاية نهاية شهر أوت 2016 الانتهاء من تزويد 58 مؤسسة تربوية في حين تتواصل الأشغال بـ 336 مؤسسة أخرى. أما البقية أي 137 مؤسسة، فهي في مراحل طلبات العروض. وفيما يخص جانب الصرف الصحي، فقد انطلقت الأشغال في 113 مؤسسة من جملة 1244 مؤسسة تربوية مبرمجة.