افتتح صباح اليوم الخميس 22 سبتمبر2016 السيد سمير الطيّبوزير الفلاحة والموارد المائيةوالصيد البحري أشغال الندوة الدولية التي تلتئم ببنزرت والتي ينظمها القطب التنموي ببنزرت والنقابة التونسية للفلاحين ومنصة القمح الصلب بفرنسا يومي 22 و23 سبتمبر 2016 تحت عنوانMobiliser les savoirs pour un développement durable de la filière blé dur en Méditerranée

وفي كلمته أكد الطيب أن لقطاع الحبوب مكانة هامّة في سياسات الدولة وبرامجها، وأن هذا القطاع يكتسي أهميّة بالغة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وتشمل كامل مراحل المنظومة من إنتاج وتجميع وخزن وتسويق وتصنيع، مبينا أن قطاع الحبوب يساهم بـنسبة 16 % من الناتج الفلاحي الوطني. ويمثل مورد رزق لنصف المستغلين الفلاحيين أي 250 ألف فلاّح، وأن زراعات الحبوب تمتدّ على حوالي 1.3 مليون هكتار سنويّا ما يعادل ثلث المساحات الفلاحيّة.

كما أضاف وزير الفلاحة أن زراعة القمح الصلب تحتلّ الصدارة ضمن مساحات الحبوب حيث تمسح 48% من مساحات الحبوب في حين يمسح الـ شعير42% والبقيّة، حوالي 9 %هي من القمح الليّن.

استدكرك الطيب قائلا انه ورغم أهميّة زراعة القمح الصلب، فما زالت النتائج المسجّلة دون المستوى المطلوب حيث أن المردود يتراوح بين 14 و19 قنطار في الهكتار، وأن الإنتاج يبقى عرضة للظروف المناخيّة.

وحول مدى أهمية هذا الملتقى الدولي أفاد السيد سمير الطيب أن المؤشرات المقدمة تبين الأهمية الكبرى للملتقى لتبادل التجارب ومزيد ربط وتطوير العلاقات بين الباحثين والمهنيين وكامل المتدخلين من شمال وجنوب المتوسّط، قصد تحسين الانتاج والانتاجيّة سيما وأنهم يتقاسمون نفس الظروف المناخيّة. وكذلك لتنمية المناطق الداخليّة وتحقيق الأمن الغذائي.

مضيفا أن بلوغ هذا الهدف يتطلب مزيد العمل للتحكّم في تقنيات الإنتاج من خلال الترفيع في استعمال البذور الممتازة وحسن اختيار الأصناف الملائمة حسب المناطق وإحكام عملية مكافحة الأعشاب الطفيلية والتسميد الرشيد والاستغلال المحكم للميكنة الفلاحية، هذا إلى جانب تطوير نظم الإنتاج وتطبيق التداول الزراعي وتنويع الزراعات وإدماج تربية الماشية مع الحفاظ على خصوبة الأرض.

كما أكد الطيب رهانه على قطاع البحث العلمي والتجديد الفلاحي حيث أقر ولأوّل مرّة منذ توليه مهامه على رأس وزارة الفلاحة إضافة نسبة 3%على سعر بيع القنطار من أصناف البذور الممتازة التي بها عقود استغلال تجاري (أصناف معالي ونصر وحيدرة) بعنوان حقوق الاستنباط لفائدة المعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس.

وبين الطيب أن برنامج التحسين الوراثي للحبوب واستنباط أصناف جديدة الذي وضعه هذا المعهد منذ أواخر القرن 19 وبالتحديد منذ سنة 1893 من أقدم البرامج في المنطقة والعالم. وأن الأصناف المستنبطة من المعهد والحزمة الفنيّة التّي تمّ تطويرها من قبل مؤسسات البحث والتعليم العالي الفلاحي ونشرها لدى الفلاحين من قبل كافّة المتدخلين من هياكل دعم وارشاد، مكنت من الترفيع في انتاج الحبوب بما فيها القمح الصلب

وبهذه المناسبة دعا وزير الفلاحة كافّة مؤسسات البحث الوطنيّة وخاصّة مخابر البحث ذات العلاقة بمجال الحبوب لتنظيم ملتقيات للتعريف بنتائج البحث وكيفيّة استغلالها سواء بخصوص الأصناف الجديدة والتقنيات والتأقلم مع تغيّر المناخ ومقاومة الملوحة.

كما دعا كافّة هياكل الارشاد والتكوين والتنمية والمنظّمات المهنيّة والقطاع الخاص للاقتراب أكثر من المؤسسات البحثيّة ودعم مجهودات الدولة لمزيد تطوير برامج البحث والتجديد والاستفادة من المستجدّات العلميّة واستغلال نتائج البحوث.

كذلك دعا كلّ الهياكل الوطنيّة من القطاع العام والخاص والهياكل المهنيّة لمزيد تطوير التعاون مع الجهات المتوسطيّة العاملة في مجال الحبوب وخاصّة القمح الصلب وبعث شبكات لإنجاز بحوث مشتركة

 شمال-جنوب تستجيب لخصائص المنطقة، وكذلك لتثمين نتائج البحوث وتطويعها استجابة للظروف المناخيّة بما يطوّر الإنتاج ويرفّع من دخل الفلاّحين.

وفي نهاية تدخله جدّد الطيب شكره لكل المنظمين وطلب منهم مده بنتائج الملتقى، واعدا بتخصيص جلسة عمل معهم للنظر في تفعيل مقترحاتهم.