في اطار النّهوض بالفلاحة العائليّة التّي تعدّ من العناصر الأساسيّة القادرة على تحفيز التنمية المستدامة والمساهمة في مكافحة الجوع وسوء التّغذية بجميع أشكالهما وعملا على مساعدة الفاعلين فيها باعتبارهم العمود الفقري للنّظام الاقتصادي، انتظم اليوم الجمعة 29 أكتوبر 2021 بقصر المعارض بالكرم، حفل توقيع اتّفاقيّة اطاريّة حول  “مشروع عشريّة الأمم المتّحدة للفلاحة العائليّة (2019 – 2028)”، بين الاتّحاد التّونسي للفلاحة والصيد البحري بصفته المكلّف صلب لجنة قيادة المشروع ووزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري ووزارة المرأة والطّفولة وكبارالسّن ووزارة التّكوين المهني والتشغيل ووزارة الشؤون الاجتماعيّة والبنك التونسي للتضامن والاتحاد الوطني للمرأة التّونسيّة.

وتمثل هذه الاتفاقية، التزاما معناويا لتطبيق برامج الأمم المتّحدة في خصوص الفلاحة العائليّة بتونس، التّي تمثّل 90 بالمائة من المستغلات الفلاحية في العالم وتوفّر 80 بالمائة من الغذاء عالميا.

علما وأنّ مشروع عشرة الفلاحة العائليّة (2019 – 2028) ، هو مشروع عالمي بقيادة الأمم المتّحدة وتحت اشراف “منظّمة الأغذية والزّراعة” و”الصّندوق الدّولي للتنمية الزّراعيّة” تمّ تطبيقه في العديد من الدّول وسينطلق تنفيذه في تونس بداية من هذه السّنة.

ويهدف هذا المشروع الى ابراز الدّور الهام الذّي يؤدّيه المزارعون الأسريون في القضاء على الجوع وتشكيل مستقبل الأغذية في العالم، حيث توفّر الفلاحة العائلية فرصة لضمان الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش وادارة الموارد الطّبيعيّة بشكل أفضل، بالاضافة الى حماية البيئة وتحقيق التّنمية المستدامة.

وبهذه المناسبة أعلن وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري السيّد محمود الياس حمزة عن الانطلاق الرّسمي لمشروع عشريّة الأمم المتّحدة للفلاحة العائليّة (2019 – 2028)، مؤكّدا أنّ الفلاحة العائلية من أهم ركائز التّنمية المستدامة للقطاع الفلاحي وأنّ وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري تولي عناية خاصّة بها من خلال إدراجها في مخطط التنمية ووضع جملة من البرامج وخطط عمل لتتجاوز مستوى التهميش والهشاشة وضعف المردودية وتحقق النجاعة الاقتصادية والفعل الاجتماعي وتساهم بفعالية في المجهود العام للتنمية بالبلاد.

كما أضاف أنّ، حسب آخر الإحصائيات الفلاحية الهيكلية ، 75%من مجموع المستغلات الفلاحية مساحتها أقل من 10 هك وتمثل 30% من مجموع الرصيد العقاري الفلاحي في البلاد، وهو ما يؤهلها لتلعب دورا أساسيا في دعم الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد. هذا فضلا عن دورها الهام في توفير اليد العاملة الفلاحية وتنشيط الوسط الريفي من خلال الأنشطة المتنوعة التي يساهم فيها أفراد العائلة الريفية في مختلف الشرائح العمرية وخاصة الشبان والمرأة.