أدى عمر الباهي كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري المكلف بالإنتاج الفلاحي يوم الجمعة الفارط 20 أكتوبر 2016 زيارة عمل إلى ولاية صفاقس محورها قطاع زيت الزيتون الذي يعتبر العنوان الأبرز للاقتصاد الفلاحي بالجهة.

وصرح كاتب الدولة لموقع وزارة الفلاحة أن هدف الزيارة يرتكز أساسا على استكشاف واقع القطاع ورؤية مختلف المتدخلين لما يمكن اتخاذه من إجراءات وبرامج في إطار إستراتيجية الوزارة للنهوض بقطاع زيتون الزيت وتطوير مردوديته الاقتصادية إضافة إلى التعريف بالبرنامج الحكومي الرامي إلى غراسة 10 ملايين شجرة زيتون على مدار السنوات الثلاث القادمة في مختلف الجهات المنتجة بما في ذلك صفاقس.

CHO   عالمية زيت الزيتون التونسي

أشرف كاتب الدولة في مرحلة أولى من الزيارة بمشاركة الحبيب شواط والي صفاقس على الاحتفالية الترويجية التي نظمها مجمع مؤسسات  CHO الذي يختص في تصدير زيت الزيتون المعلب وتصنيع باقة من مستحضرات التجميل بزيت الزيتون وقوالب الفيتورة التي تستغل في التدفئة ويتم تصديرها بالكامل تحت مسمى الفحم الأخضر “LE CHARBON VERT “. كما تعرف بالمناسبة على مصانع المجمع ومختبراته ذات التصديق العالمي  وعاين عمليات تكييف وتعبئة زيت الزيتون بأنواعه البيولوجية والعادية والخصوصية  ومختلف منتجات المجمع الذي وصفه كاتب الدولة بالمؤسسة المتقدمة والرائدة في مجال توظيف زيت الزيتون التونسي واستثماره على الوجه الصحيح عبر تثمينه بالكامل وإعطائه قيمة مضافة عالية.  وأكد في نفس الوقت أن مثل هذه المشاريع تفسح الطريق أمام تدويل قطاع زيت الزيتون والذهاب به إلى العالمية من خلال ترفيع نسق تصدير زيت الزيتون المعلب والاستثمار في العلامات التجارية .

جلسة تشاورية محورها التشبيب والبحث

في مرحلة ثانية من زيارته إلى جهة صفاقس أشرف كاتب الدولة للإنتاج الفلاحي على جلسة عمل بمقر معهد الزيتونة بمشاركة ممثلي الأجهزة الإدارية والبحثية والمنظمات المهنية بحثت ملفات منظومة زيت الزيتون بحلقاتها المختلفة.

وتصدرت ملفات تشبيب غابة زياتين صفاقس والواقع المائي واتجاهات البحث الفلاحي وتثمين نتائجه وصعوبة تسويق زيت الزيتون المعلب وغيرها من المسائل عناوين الجلسة التي رحب المشاركون بتنظيمها كخطوة أولى في اتجاه تحيين إستراتيجية النهوض بالقطاع.

وتمتلك صفاقس غابة زياتين مقدرة بنحو5 ملايين و500 ألف شجرة لكنها تواجه مشكلة التهرم  في ما تصدم مساعي تشبيب الغابة بتبعات تقليع الأصول على مداخيل الفلاحين الذين يطالبون بمنح مالية توافق حجم عائدهم المالي للانخراط في برنامج التشبيب. وطبقا لأرقام المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس فان  اكراهات المعضلة المائية تطرح تحديات أمام إعادة تشبيب الغابة وبرامج التوسع حيث تقدر المياه المتاحة من المائدة العميقة بـ 25 مليون متر مكعب لكن الاستغلال يتجاوز ذلك إلى 27 مليون م مكعب أما المائدة السطحية فانها تستغل بنسبة تفوق 150 بالمائة وذلك بكميات في حدود 54 مليون م مكعب مقابل كميات متاحة بـ 39 مليون م مكعب وهي مياه تعرف نسبة تملح عالية.

وتتيح المائدة الوسطى كميات مقدرة بـ 11 مليون م مكعب تستغل منها كميات في حدود 5 ملايين م مكعب ويصل عمق هذه المائدة إلى نحو220 مترا، وهذه الأرقام تعكس بوضوح العوز المائي للجهة.

وشهدت الجلسة مطالب بالتحكم في أعمال نشر المرجين وإيقاف موجة تقليع غراسات اللوز ودعم معهد الزيتونة بالتجهيزات والمعدات المخبرية واللوجستية.

يشار إلى أن كاتب الدولة للإنتاج الفلاحي كان قد أوضح في رده على تدخلات المشاركين أن برنامج تشبيب الغراسات يجب أن يراعي الموارد المائية المتاحة والمواقع التي تعاني نسب تهرم عالية كما نوه بجهود معهد الزيتونة وحصيلة نتائجه البحثية التي ينبغي توظيفها بالقدر الكافي من خلال تطوير استراتيجيته الاتصالية وتعميق صلته بمختلف المتدخلين ميدانيا وأكد في هذا الجانب أن الوزارة ستسعى نحو دعم المعهد من أجل تطوير برامجه البحثية في مجال الأصناف وتحسين مهارات الإنتاج.