تحت عنوان ,النساء الفلاحات و الاقتصاد التضامني والاجتماعي: آليات الإدماج والنهوض’ انطلقت اليوم الخميس 27 أكتوبر 2016 بمقر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أشغال المنتدى الإفريقي الأول للمرأة الريفية برعاية وزارة الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري ووزارة المرأة والأسرة والطفولة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والمكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بشمال إفريقيا.
وكان سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية قد وصف المنتدى في كلمته ضمن البرنامج الافتتاحي بالفرصة الملائمة لتقديم المبادرات وتدعيم علاقات الشراكة وإرساء منظومة تعاون بين البلدان جنوب-جنوب في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في الميادين المتعلقة بنشاط المرأة الفلاحة.
وأوضح الوزير أن المرأة بالريف التونسي تمثل نسبة 32.3 بالمائة من جملة التونسيات وحضورها في مختلف الأنشطة الاقتصادية خاصة في الفلاحة والصناعات التقليدية مكن من تنامي دورها الاقتصادي والاجتماعي في الوسط الريفي وبوأها مكانة محورية في ديناميكية التنمية وتحولت إلى قوة إنتاج فاعلة حيث تمثل النساء أكثر من 70 بالمائة من مجموع الناشطين الريفيين في قطاعي الفلاحة والغابات إلا أن نسبة انخراطهن في الهياكل المهنية وفي مراكز القرار ما تزال ضعيفة مقارنة بالرجال.
و اعتبر الوزير أن دعم مهارات المرأة ينعكس إيجابا على تعليم الناشئة والصحة والتغذية والتحكم الديموغرافي والنمو الاقتصادي وتطور المجتمع عامة وأضاف أن وزارة الفلاحة تحرص دوما على تدعيم قدرات النساء في المناطق الريفية وإكسابهن المعارف والمهارات الكفيلة بتفجير طاقتهن في العمل وتشجيعهن على الاستثمار وعلى الاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات التنمية الفلاحية من خلال تخصيص لجنة حول التنمية الريفية والنوع الاجتماعي والمرأة في المخطط الخماسي للتنمية 2016-2020 وتدعيم دور منسقات مكتب الإحاطة بالمرأة الريفية من خلال العمل على إحداث خطة وظيفية صلب المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ومزيد إدماج المرأة الفلاحة وتوسيع مشاركتها في مختلف البرامج والمشاريع التنموية .
وأكد الوزير أن العمل سيتضاعف لتطوير قدرات المرأة الريفية من خلال إسداء برامج تكوين عصرية تستجيب لحاجياتها و لشروط الانتفاع بالتمويلات وتحفيزهن على الانخراط في الهياكل المهنية إضافة إلى دعم الإحاطة بالشركات التعاونية الأساسية و تدعيم آليات تمويل استثماراتها كما دعا المندوبيات الجهوية إلى تخصيص فضاء قار لعرض وترويج منتوجات المرأة بالوسط الريفي.
وخلص الوزير إلى القول بأن مزيد الارتقاء بمكانة وأدوار النساء في الوسط الريفي يفرض على الجميع حكومة ومنظمات وجمعيات توحيد الجهود لدعم الشراكة بين سائر المتدخلين وتعزيز العمل التوعوي بهدف دعم المرأة فنيا واجتماعيا واقتصاديا.
يذكر أن فعاليات الافتتاح شهدت إلقاء كلمات مماثلة من قبل وزيرة المرأة ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري ومنسق المكتب الإقليمي لمكتب الفاو بشمال إفريقيا في ما افتتح رئيس الحكومة يوسف الشاهد أشغال المنتدى الذي يستمر إلى يوم غد الجمعة وسيبحث في إطار ورشات عمل مواضيع تتعلق بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني من حيث المفاهيم والهيكلة والاستقلالية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة الفلاحة وأدوار المؤسسات الوطنية في ذلك.
و للإشارة تشارك في هذا المنتدى الأول من نوعه والذي يندرج في سياق الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة الريفية بعثات تمثل منظمات غير حكومية وتنظيمات مهنية من دول الشمال وجنوب الصحراء في إفريقيا هي الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا و ليبيا والسينيغال و مالي وساحل العاج والبنين والغابون و بوركينافاسو بهدف تبادل التطبيقات الجيدة في مجال الاقتصاد التضامني والاجتماعي وتطوير روابط المبادلة بين النساء صاحبات المستغلات الفلاحية وإعداد الأرضيات الوطنية للاقتصاد التضامني والاجتماعي بالنسبة للدول المشاركة وإنشاء قواعد البيانات والتنظيمات التعاونية…
ويشمل برنامج المنتدى الذي تستمر فعالياته حتى يوم 30 أكتوبر الجاري إلى جانب المنتدى العلمي معرضا للمنتجات الفلاحية لدول جنوب الصحراء الإفريقية بشارع الحبيب بورقيبة ويستهدف أصحاب القرار ومصادر التمويل والمنظمات غير الحكومية والتنظيمات المهنية والنقابية والنساء الفلاحات صاحبات المشاريع إلى جانب خبراء التنمية والاقتصاد التضامني والاجتماعي.