أشرف السيد عبد الله الرابحي كاتب الدولة المكلّف بالموارد المائية والصيد البحريعلىافتتاح أشغال الملتقي الدولي للأّيام العلميّة لمجردة يوم الإربعاء 09 نوفمبر 2016،

وأشار الرابحي أن هذا الملتقى يتزامن مع مؤتمر الأطراف في دورته الثانية والعشرون COP22 الملتئم منذ يومين بمراكش بالمغرب ويتواصل إلى غاية يوم 18 نوفمبر الجاري، والذي أوفدت له وزارة الفلاحة وفدا هاما من الخبراء للمشاركة في هذه القمّة السنويّة.

وأفاد كاتب الدولة أن حوض مجردة الممتد على 9 ولايات تونسيّة يعتبر عنصر هام في المنظومة الوطنيّة للمياه ببلادنا، سواء للري أو للشرب، وأن الوزارة قامت منذ عقود بتهيئة وبناء منشآت حصاد وتحويل المياه وبعث مناطق سقويّة على كامل ضفاف وادي مجردة.

وشدّد الرابحي على أن موضوع تنمية الموارد المائية والمحافظة عليها بالأولوية القصوى في وضـع السياسة الفلاحيّة ببلادنا وذلك باعتبار أنّ الأمن المائي شرط أساسي لضمان الأمن الغذائي المستديم وتحسين ظروف الحياة.

وأفاد أن الخطط والمشاريع المنجزة لتعبئة الموارد المائية مكنت من بلوغ نسبة تعبئة للمياه ببلادنا تقدر بــ 91% سنة 2015 عن طريق خطّتي تعبئة الموارد المائية، الأولى (1990-2000) والثانية (2001-2011) حيث تمّ إنشاء 35 سدّا كبيرا و253 سدّا جبليا و893 بحيرة جبليّة وحفر ما يناهز عن 20 ألف بئر عميقة و150 ألف بئر سطحيّة. وستتواصل الجهود في هذا الاتّجاه للارتقاء بهذه النسبة إلى 95 بالمائة في أفق سنة 2020، علاوة على الانخراط في خطّة متكاملة لتعبئة الموارد الغير تقليدية.

وقد أضاف أن هذه المجهودات مكّنت من تزويد 100% من المناطق الحضريّة و93% من المناطق الريفيّة بصفة دائمة بالماء الصالح للشرب وتوفير الصرف الصحي إلى قرابة 90% من المتساكنين. كما مكّنت من تركيز قرابة 430 ألف هك من المناطق السقويّة تساهم بنسبة 37% من قيمة الإنتاج الفلاحي الوطني.

وذكر الرابحي أنّ بلادنا تصنّف ضمن بلدان ندرة المياه، إذ يبلغ فيها نصيب الفرد السنوي من استهلاك الماء حوالي 460 م3. وحسب دراسات حول منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط فإنّ هذا الرقم مرشّح للتراجع ليبلغ 250 م3 فقط لكل فرد مع سنة 2050. 

ويكتسي إحكام التصرّف في إدارة الموارد المائية السطحيّة والجوفيّة أهمية بالغة، وتعتمد الخطّة المستقبليّة على عدّة عناصر متعلّقة بترشيد استغلال المياه وتنويع مصادرها والاتّجاه نحو المصادر الغير تقليديّة على غرار تحلية مياه البحر واستعمال المياه المعالجة.