في إطار فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للتداوي بالنباتات الطبية الذي عقد بالمنستير تحت عنوان “النبتة الطبية في المنظومة الصحية” والذي نظمته كل من الجمعية التونسية للنباتات الطبية وكلية الصيدلة بالمنستير وجامعة المنستير من 29 أفريل الجاري إلى غرة ماي 2017، أشرف يوم الأحد 30 أفريل 2017 السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على اختتام المؤتمر بحضور أكاديميين وباحثين ومحاضرين من تونس والمغرب والجزائر وفرنسا وغينيا وأندونيسا.

 

وتمحورت فعاليات هذا المؤتمر الدولي حول مواضيع النبتة الطبية بين الاستعمال التقليدي والبحث والتثمين والدواء من أصل نباتي والتداوي بالنباتات وإنتاج و تحويل النباتات الطبية إلى استعمالات متعددة بين ما هو غذائي واستعمال طبي استشفائي.

 

وبالمناسبة أفاد وزير الفلاحة أن تنظيم هذا المؤتمر يندرج في إطار التشجيع على دعم تموقع قطاع النباتات الطبية في تونس ويهدف بالأساس إلى المساهمة في ضمان جودة المنتجات المستخرجة من النباتات الطبية والتي يتم ترويجها بتونس. مبينا أن حجم المبادلات التجارية تطور فيما يتعلق بالنباتات الطبية والعطرية في العالم ليبلغ ما يقارب 110 مليار دولار حاليا مقابل 65 مليار دولار خلال سنة 2012. وأن استعمال النباتات الطبية سجل كمكمل غذائي تطورا سنويا يقدر بـ8% في فرنسا.

 

وأكد وزير الفلاحة أنّ الدولة التونسية تشجع على دعم تموقع قطاع النباتات الطبية في تونس من خلال الاستثمار في هذا المجال الواعد لإنتاج النباتات الطبية من جهة وتحويلها إلى استعمالات غذائية واعتمادها في تركيبات دوائية ومستحضرات طبية وصناعة العطورات ومواد التجميل وصناعة مبيدات بيولوجية. مضيفا أنّ تونس تُعدُّ من أهمّ البلدان المنتجة للنباتات العطرية والطبية الغابية في العالم العربي على غرار الإكليل (يمثل 41% من مجموع ما تنتجه تونس من زيوت عطرية وأن مداخيل تصدير منتوجات النباتات الطبية والعطرية سنة 2012  بلغت حوالي 26 مليون دينار) والزعتر والريحان التي تستعمل في استخراج الزيوت الروحية ٬ مؤكدا أنّ مساحة الأراضي المنتجة لهذه النباتات الغابية تقدر بحوالي 340 ألف هكتار منها ما يقارب 60 ألف هك نباتات بيولوجية فضلا عمّا يناهز 1400 هك من باقي أنواع النباتات الأخرى التي يفوق عددها 20 نبتة طبية.

 

وأفاد الطيب أنه بالإضافة للثروة الطبيعية المتنوعة، يتوفر في بلادنا العديد من مقومات النجاح بالنسبة لقطاع النباتات الطبية منها:

 

وجود عدة هياكل ومؤسسات البحث العلمي والعديد من الكفاءات والقدرات العلمية والفنية في مختلف المجالات،

 

تأقلم أغلبية أنواع النباتات مع الخاصيات المناخية ونوعية التربة ببلادنا،

 

إمكانية إنتاج غالبية الأنواع وفق النمط البيولوجي،

 

طلب السوق الوطنية والعالمية في مجال النباتات الطبية والعطرية في تصاعد مستمر،

 

التشجيعات والحوافز الهامة التي خصت بها مجلة الإستثمارات الجديدة هذا القطاع والتي حضيت فيها هذه المنظومة بأهمية خاصة.

 

هذا وقد نوه وزير الفلاحة  بالدور الفعال لكل من كلية الصيدلة بالمنستير  والجمعية التونسية للنباتات الطبية اللتان قامتا بدور أساسي في الاعتناء بقطاع النباتات الطبية، موضحا أنه تم التنسيق بين كل من كلية الصيدلة والجمعية التونسية للنباتات الطبية والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير قصد:

 

إعداد مشروع حديقة نباتات طبية نموذجية بداية من 1990 تستجيب إلى مهام وأهداف بيداغوجية – بحثية- محافظة- وتثقيفية. ومن الأكيد ستعمل وزارة الفلاحة على دعم وتجسيم هذا المشروع الريادي.

 

تنظيم وتأمين منذ 1988 دروسا ما بعد جامعية للأطباء والصيادلة مكنت العديد منهما من كفاءة مهنية أدرجت التداوي بالنباتات الحديث في الترسانة

 

وفي الختام أوصى وزير الفلاحة بـ:

 

العمل على تركيز إستراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير كافة حلقات منظومة النباتات الطبية والعطرية بتشريك هياكل البحث والإطارات الفنية والهياكل المهنية (منتجين ومحولين ومصدرين) ومع الإستئناس بالدراسات المتوفرة لدى وكالة النهوض بالإستثمارات الفلاحية والإدارة العامة للفلاحة البيولوجية، مع التنسيق مع الهياكل الأخرى خاصة منها الراجعة بالنظر إلى وزارة الصحة،

 

التفكير في بعث “هيكل دعم” للمنظومة من المهام التي ستعهد إليه: نقل التكنولوجيا “transfert de technologie”، تثمين نتائج البحوث العلمية في هذا المجال، القيام بالدراسات الفنية الاقتصادية، مراقبة جودة المنتجات، تكوين المتدخلين في المنظومة.

 

العمل على المحافظة على الثروة النباتية التي تتميز بها بلادنا مع التشجيع على التوسع في الغراسات الجديدة وتنوعها،

 

التشجيع على إحداث مشاريع إستثمارية مختصة في إنتاج المشاتل (Pépinières) للنباتات العطرية والطبية بطرق فنية متطورة قصد الترفيع في المساحات المزروعة والإنتاج كما ونوعا وذلك حسب طلب المنتجين،

 

التشجيع على إحداث مشاريع شراكة تصديرية،

 

إحداث شبكة تقاسم المعلومات لهذه المنظومة يكون مرجعا للنفاذ إلى المعلومة وذلك على المستويين الوطني والدولي بطريقة محينة إلى جانب المراجع الفنية والدراسات الوطنية ومواصفات الجودة،

 

العمل على إرساء طرق عمل إيلافية تمكن من جمع جهود الأطراف المتداخلة من هياكل بحث وتعليم وتنمية باعتبارها تمثل قاطرة للنهوض بهذه المنظومة وبالخصوص كل من الجمعية التونسية للنباتات الطبية وكلية الصيدلة بالمنستير والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير،

 

ارساء شراكة مع المركز الدولي للدراسات العليا المتوسطية (CIHEAM) للإستئناس بتجربته مع دول متوسطية أخرى في هذا الميدان،

 

تنظيم صالون وطني سنوي انطلاقا من السنة القادمة (2018) حول النباتات الطبية والعطرية.