بمناسبة الاحتفال بيوم العلم واختتام السنة الدراسية، أشرف مساء يوم الأربعاء 26 جويلية 2017، السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على حفل تكريم المتخرجين من طلبة المدارس والمعاهد العليا الفلاحية ومراكز التكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس.

وبالمناسبة توجه الطيب بتحيّة تقدير لأساتذة وإطارات وإداريّين وفنّيين وعملة المعهد، على ما بذلوه من جهد وما تحلّوا به من صبر وإصرار على تلقين الطلبة ومُتعلّمي أصول المعرفة الصّحيحة والعلم النّافع على مدى السنة الدراسيّة . كما هنأ وزير الفلاحة الطلبة والمتكونين المتألّقين منهم خاصّة على ما نَالُوه من درجات وشهادات علميّة جديدة في دراجات سُلّم المعرفة.

         وأفاد وزير الفلاحة أنه باعتبار الدور الذي تلعبه مدارس التّعليم العالي ومؤسسات التكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري في مضمار التّنمية فإنّ إدخال الوزارة لعديد الإصلاحات على هذا التكوين الأكاديمي والمهني يُمثّل خير ضمان لرفع تحدّيات التّنمية التي يُجابهها القطاع الفلاحي في سبيل تحقيق الأمن الغذائي والمائي. مضيفا أنّ ارتباط مؤسّسات التّكوين بمشاغل التّنمية الفلاحيّة وتَبَعِيّتها العضويّة لهذا القطاع أصبح أمرًا واقعًا لا جِدَالَ فيه  ينعكس بالخصوص عبر التّفاعل المُباشر والمُتناغم والمكثّف بين ثلاثيّة التّكوين والبحث والإرشاد التي تُمثّل إحدى أهمّ ركائز سياسة الدّولة في العمل التّنموي الفلاحي.

كما بين الطيب أن التّعليم العالي الفلاحي يساهم  في جملة من النّشاطات ذات الأثر المباشر على هذا القطاع من بينها:

– انتقاء وإجراء البحوث التطبيقيّة ليس فقط من طرف الأساتذة الباحثين بل أيضًا من طرف الطّلبة المهندسين. وذلك على ضوء حاجيات وأولويّات التّنمية مثلما يقع الإفصاح عنها من قبل المهنة وهو ما يتجسّم في تفتّح هذه المعاهد المُباشر على المحيط.

– التّأطير المُباشر والميداني للقطاع بالتّعاون مع وكالة الإرشاد والتّكوين الفلاحي وذلك من خلال إبرام عقود بحث مع المهنة ممثّلة في الفلاّحين والدّواوين وشركات الإحياء والمجامع المهنيّة إلخ….

– إعداد الدّراسات ومُتابعة جميع النّشاطات وتقدّم سير المواسم الفلاحيّة بالاتصال مع الهياكل الفنيّة لوزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري من خلال عديد اللّجان الفنيّة التي تم إحداثها في الغرض (لجنة مُتابعة المناطق السقويّة) والتي كان فيها للمدرسين الباحثين وللمؤسسات التي ينتمون إليها حضُورًا أساسيّا ومسؤوليّة أوليّة إلى جانب زملائهم من الفنّيين والمرشدين.

وفي ما يخص  جهاز التكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري أفاد الطيب أنه  يضمّ 31 مركز تكوين في الفلاحة بشتى إختصاصاتها و 8 مراكز في الصيد البحري بالإضافة إلى المعهد الوطني للبيداغوجيا والتكوين المستمر الفلاحي الذي يعنى بهندسة التكوين.

مبينا أن  توزيع هذه المراكز بحساب مركز في كل ولاية على الأقل  يمثل رافدا مهما لتأهيل الموارد البشرية في القطاع الفلاحي وعاملا أساسيا لتقريب الخدمات التكوينية من الشبان والهياكل المهنية وأصحاب المشاريع والمهنة. مفسرا أن  هذه المراكز   تؤمن تكوينا أساسيا لـ 716 شابا و 176 فتاة وتكوينا مستمرا لـ 3488 متكون منهم  50 % إناثا من أبناء الفلاحين والبحارة وأصحاب الشهائد العليا وأصحاب المشاريع الفلاحية والمرأة الريفية وأصحاب الحاجيات الخصوصية وخريجي الإصلاحيات .

كما أفاد وزير الفلاحة أن تطوير جهاز التكوين المهني والإرشاد يمرّ  بـ :

– توطيد أواصر التعاون والتكامل بين منظومة البحث العلمي وجهاز الإرشاد الفلاحي حتى يقع توظيف مستجدات البحث خدمة للإنتاجية وديمومة منظومة الإنتاج الفلاحي.

– العمل الدؤوب على تحسين جاذبية مراكز التكوين المهني خاصة في المرحلة الأساسية والقضاء على الفكرة النمطية التي تقرن هذا التكوين بالفشل بإعتبار أنّ جلّ مزاولي هذا التكوين من المنقطعين عن التعليم.

-إستثمار القانون عدد 13 لسنة 2017 المؤرخ في 13 مارس 2017 والذي يكرّس إجبارية التكوين المهني الأساسي إلى سن الثامنة عشر سنة للترفيع في عدد المتكونين بهذه المرحلة.

– الربط بين التكوين والإرشاد وإستغلال الضيعات الموضوعة على ذمة هذه المراكز ليس كرافد للتكوين فحسب بل كضيعات نموذجية تطبق فيها الأحزمة التكنولوجية ومستجدات البحث العلمي.

– إستغلال الفرص التي تتيحها مجلة الإستثمار الجديدة للإرتقاء بعدد المشاريع المجدّدة في القطاع الفلاحي سيما وأنّ الإقبال على التكوين المستمرّ مرتفع ويشمل إطارات وكفاءات عالية من جامعيين وأطباء وصيادلة ومهندسين وخريجي جامعات وأبناء فلاحين وبحارة .

         هذا وأكد السيد سمير الطيب أن العودة الجامعيّة  2017/2016  شهدت تطوّرًا في عدد البقاع المفتوحة للموجّهين الجُدد إلى المعاهد والمدارس العليا الفلاحيّة، وأن العدد الجملي للمسجلين ارتفع إلى 4309 منهم 2819 طالبة أي بنسبة  65 %طالبات.

وأنه  تخرّج خلال هذه السّنة 1126 طالبا  بإحتساب كافة الشهادات وهي:

شهادة إجازة254 متخرّج، شهادة مهندس وطني544 متخرّج

شهادة طبيب بيطري 61 متخرّج ،شهادة ماجستير 193  متخرّج

وشهادة دكتوراه 74 متخرّج.

وأكد الطيب أن نتائج معاهد التّعليم العالي والتكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري المُمتازة، تعتبر شاهدًا على  المجهودات المبذولة من طرف المسيرين ، خاصة وأن المعهد الوطني للعلوم الزراعية بتونس تحصل على جائزة رئيس الجمهورية لأحسن مؤسسة بحث خلال يوم العلم الذي أنتظم يوم الجمعة 21  جويلية 2017.

وفي الختام أكد وزير الفلاحة أنّ أهميّة الأدوار الموكولة إلى نشاط التّكوين في مجال التّنمية من ناحية وجسامة المسؤوليّة الوطنيّة الموضوعة على كاهل القطاع من ناحية أخرى يَحْمِل الوزارة على تسريع نسق الإصلاحات المُدخلة على النّظام التّكويني للمهندسين الفلاحيّين وإحاطة تلك الإصلاحات عند الضّرورة بالتّحسينات اللاّزمة قصد إكساب هذا النّظام القُدرة على مُسايرة المناهج التعليميّة المُتقدّمة والتّقنيات الحديثة الكفيلة بتمكين خرّيجي معاهدنا من امتلاك التّقنيات الفلاحيّة المُتطوّرة المُتلائمة مع خصائص فلاحتها تحقيقًا لأهدافنا الوطنيّة في ميدان الأمن الغذائي ودفعهم على بعث المشاريع.