أشرف صباح اليوم الأربعاء 21 مارس 2018، السيد بوبكر الكراي رئيس ديوان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على الاحتفال باليوم العالمي للغابات والذي تمحور هذه السنة حول “الغابات والمدن المستدامة” وتحت شعار: لنجعل مدننا أكثر صحة وخضرة واستدامة للعيش”، وذلك بحضور ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة  F A O بتونس و والي بنزرت والمندوبة الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت والمدير العام للغابات ورئيس جمعية بنزرت الذكية في أفق 2050.

          وخلال كلمة الافتتاح نوه السيد بوبكر الكراي بالدور الهام الذي تلعبه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في التعاون لتطوير الخطط والسياسات والبرامج الغابية الوطنية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030. كما تقدم بالشكر لجمعية “بنزرت الذكية 2050″، على هذه المبادرة في التعاون مع هياكل الدولة ومؤسساتها.

          وشدد الكراي على الدور الهام الذي تلعبه الغابات التي تكوّن الغطاء الطبيعي لليابسة والتي تسهل عملية تسرب المياه في باطن الأرض وتقي من خطر الفيضانات والتصحر، مبينا أن الغابات تضم أهم المدخرات الوراثية الحيوانية والنباتية، وأنها تساهم في إقرار التوازن البيئي وحماية التربة من الانجراف المائي والهوائي وحماية الأراضي الفلاحية والمحافظة على خصوبتها وبالتالي الترفيع من إنتاجها والتخفيف من آثار تغير المناخ.

         كما أضاف رئيس ديوان وزير الفلاحة أن الغابات تمثل ثروة طبيعية وموردا هاما للإنتاج العلفي والخشبي والعديد من المنتوجات الأولية القابلة للتحويل، وبالتالي فهي تساهم في تطوير الصناعات التحويلية، ودعم الاقتصاد، وتوفير الشغل.

           وأفاد الكراي أن الغابات تغطي 31 في المائة من مساحة الأراضي في العالم، وتوفر المأوى لـ18  %من سكان العالم، وأن تقلصها يعود في معظمه إلى تغير استخدام الأراضي الزراعية وهجرة من الريف ومن الغابات نحو المدن، مبينا أن هناك حاليا تصاعدا في زحف سكان الغابات نحو المدن، وأنه وبحلول عام 2050، يتوقع أن يعيش 6 مليارات شخص أو ما يصل إلى 70% من سكان العالم في المناطق الحضرية.

          وأكد السيد بوبكر الكراي أن بلادنا عُرفت بالخضراء وأن الوزارة تعمل بكل جهد على المحافظة على هذا اللقب المميز لوطننا، موضحا أن السياسة الغابية قد اعتمدت على 3 استراتجيات عشرية منذ سنة 1990 رسمت فيها تحديات لمجابهة تدهور الغابات وتراجع مساحاتها، وأن أهداف الإستراتيجية الوطنية الأخيرة لقطاع الغابات والمراعي للفترة 2015-2024 يحتوي على:

  • ملائمة الإطار المؤسساتي والقانوني للقطاع وتدعيم القدرات
  • تطوير مساهمة القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • تطوير الوظائف والخدمات البيئية للموارد الغابية والرعوية
  • تدعيم وتحسين المخزون الغابي والرعوي

         كما بين السيد بوبكر الكراي أن أهم مؤشرات والأهداف الإستراتجية ارتكزت على:

  • الرفع من نسبة الغطاء الغابى بتشجير مساحة 160 ألف هكتار لبلوغ نسبة غطاء غابى تقدر بـ 9.2%
  • الرفع من نسبة الغابات المهيأة بتهيئة 320 ألف هكتار لتصل إلى %60 من المساحة الجملية
  • تطور نسبة المراعى المهيئة بما فيها منابت الحلفاء من 19 % الى 34 % من 4.5 مليون هك
  • تطوير نسبة استغلال المنتوجات الغابية لبلوغ %90 بالمائة
  • التقليص في معدل المساحة المحترقة من 2 هك الى 1 هك
  • الرفع من عدد المناطق المحمية المهيأة إلى 27 عوضا عن 12
  • الترفيع في معدل الإنجاز السنوي من طول الطوابي المحدثة لمقاومة زحف الرمال من 1200 كلم إلى 1300 كلم

             ولدعم تحقيق أهداف الخطة الوطنية ولتجاوز الإشكاليات والنقائص المطروحة، أكد الكراي أن مصالح الدولة عملت على الاستثمار في المجال البيئي والفلاحي والغابي لضمان استدامة الموارد وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمتساكيني المناطق الأقل حظا في النمو وتثبيتهم في مناطقهم ضمانا لحماية الموارد. وأنه قد جاء في المذكّرة التوجيه للتنمية الجهوية تصوّر لنموذج بديل للتنمية يقوم على التخطيط الجهوي، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، ودعم الإقتصاد الأخضر، فضلا عن النقلة النوعية في الحوكمة من تمشّي عمودي من أعلى إلى أسفل إلى تمشّي من الأسفل إلى الأعلى، ونموذج تنمية تشاركية يتم فيه إشراك جميع الأطراف الفاعلة.

كما بين السيد بوبكر الكراي أن رؤية وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري تهدف إلى زيادة هامة في زراعة أشجار الزيتون على نطاق واسع وأن تونس تعتبر اليوم المنتج والمُصدّر الأول لزيت الزيتون في جنوب البحر الأبيض المتوسط، بعد الإتحاد الأوروبي وأن طموح بلادنا يتمثل في توسيع الإنتاج من خلال زراعة حوالي 10 ملايين شجرة زيتون خلال خمسة سنوات. داعيا الجميع وعلى رأسهم المجتمع المدني الى مزيد العمل والتفاعل وتضافر الجهود لجعل تونس تحتفظ بكسائها الأخضر المشع في الريف والحضر.