افتتح اليوم الخميس 12 جويلية 2018، السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري فعاليات المؤتمر العادي للإتحاد المغاربي وشمال إفريقيا للفلاحين، الذي يضم تونس والجزائر وموريتانيا والمغرب وليبيا ومصر والسودان، وخلال كلمة الافتتاح عبر الطيب عن أسفه لعدم مشاركة السودان في المؤتمر نظرا للأحداث التي يشهدها، كما عبر الطيب عن مساندته للمزارعين الفلسطنيين اللذين يمارسون مهنتهم الشاقة في ظل الاحتلال والظلم.

وأكد السيد سمير الطيب أنّ أهمّ معركة اليوم هي معركة الأمن الغذائيّ وتأمين قوت الشعوب، وأن الأمن الغذائيّ من ركائز الأمن الشامل لكل الدول، وأن دفع القطاع الفلاحي وتطويره يعتبر مسألة إستراتيجية لكل بلد يرنو إلى تحقيق استقلاله الاقتصادي واستقراره الاجتماعي. مبينا أن هيكلة اتحادات الفلاحين لبلدان المغرب العربي وشمال أفريقيا في منظمة إقليمية بما لها من وزن اقتصادي واجتماعي من شأنه أن يساهم في تقدم القطاع الفلاحي وفلاحينا  بالمنطقة.

وشدّد الطيب على أن هيكلة اتحادات الفلاحين لبلدان المغرب العربي هي آلية لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتوثيق الصلة بين المنظمات المنخرطة بالإتحاد ومن خلالها مهنيو القطاع الفلاحي بالبلدان الشقيقة السبع. وأنها كذلك هي أحد أهم الخطوات العملية نحو بناء فضاء اقتصادي وتجاري مشترك في منطقة شمال إفريقيا، على غرار السوق المشتركة لإفريقيا الشرقية والجنوبية ((COMESA،  وغيرها من المبادرات الإقتصادية بغرب وشرق إفريقيا.

كما أكد وزير الفلاحة أن الاتحاد المغاربي وشمال إفريقيا للفلاحين يمثل آلية للتنسيق بين المهنيين في القطاع والدفاع عن مصالحهم في مواجهة التكتلات الإقتصادية الإقليمية والعالمية من خلال رسم سياسات موحدة للقطاع الفلاحي ترتكز على:

– البحث على مجالات التكامل وتفعيل آليات الإندماج في المجال الفلاحي، عوضا عن التنافس بيننا. هذا التوجه أصبح حتميا، وليس اختياريا، لرفع تحديات القطاع.

– تبادل الخبرات والموارد البشرية التي هي أساس وهدف كل سياسة تنموية

– تسهيل الاتصال وتبادل التجارب الناجحة

– تشجيع الإستثمار بين دول المنظمات الأعضاء

وأفاد السيد سمير الطيب أن وحدة الفضاء الجغرافي الذي ننشط فيه والمخزون الإنساني والحضاري المشترك يجعلنا نواجه نفس الصعوبات في القطاع الفلاحي في بلداننا ويحتم علينا رفع نفس التحديات في عناوينها الكبرى. وأن التجارب العالمية قد بينت أن العمل المنعزل لكل بلد لا يؤدي إلى النتائج المأمولة. وأن المحافظة على المنظومات الفلاحية الإنتاجية وضمان دخل مجزي للفلاحين والفلاحات يمثل أكبر التحديات التي تواجهنا جميعا في ضل ندرة الموارد الطبيعية وخاصة منها الموارد المائية وبتسارع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، خاصة وأن منطقة شمال إفريقيا من أكثر المناطق الواقعة تحت هذه التأثيرات بالرغم من إسهامها الضعيف في الإنحباس الحراري.

وأضاف الطيب أن تواجدنا في سوق معولمة يحتم علينا تضافر جهود كل المتدخلين في القطاع الفلاحي من مهنيين ومسيرين لوضع مخطّطات علمية تضمن الاستغلال الفعال للإمكانيات الوطنيّة، لرفع تحدي تحسين الإنتاجية مع ضمان الجودة لتمكين منتوجاتنا الفلاحية من تنافسية عالية في الأسواق الداخلية والتصديرية. ولكسب هذا التحدي أفاد وزير الفلاحة أنه لابد من العمل على:

  • الرفع من مهنية الفلاحين على المستوى الذهني والمعرفي والتقني بالإرشاد والتكوين وبإيصال نتائج البحث العلمي إلى المستغلات الفلاحية، مع إيلاء الفلاحات واليد العاملة النسائية اهتماما خاصا بما أنها تمثل النسبة الأعلى من قوة العمل في القطاع الفلاحي
  • توفير آليات تمويل القطاع والإستثمار فيه بهدف تعصيره باعتماد التكنولوجيات الحديثة
  • العمل على تواجد الفلاح في مختلف حلقات سلاسل القيمة للمنظومات الفلاحية ومن بينها حلقة التخزين والتحويل والتسويق ما يمكنه من إيجاد بديل لمسالك التوزيع الغير مراقبة، فينتفع بذلك من القيمة المضافة لمنتوجه وفي نفس الوقت ينتفع المستهلك. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تنظم الفلاحين في هياكل مهنية قاعدية ومركزية، ولنا في تونس تجارب ناجحة في هذا المجال.
  • المحافظة على الموارد الطبيعية من أراضي فلاحية وتربة خصبة ومياه للري، ومراعي وغابات ضمانا لديمومة القطاع.

وبين السيد وزير الفلاحة أن تونس انتهجت مقاربة العمل التشاركي بين المهنيين ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري للتخطيط الإستراتيجي للمنظومات الإنتاجية يمكن أن نذكر آخرها العمل الذي قمنا به لفائدة منظومة الدواجن، وصندوق مجابهة الكوارث الطبيعية وبرنامج التغطية الإجتماعية للبحارة والبرنامج الوطني للنهوض بمنظومة الحليب وإنتاج اللحوم الحمراء.

وفي الختام دعا الطيب إلى مزيد تدعيم العمل المشترك والمثابرة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لمنطقتنا.

وللتذكير سيتم خلال هذا المؤتمر انتخاب رئيس جديد للاتحاد خلفا للجزائري محمد العليوي كما سيتم مناقشة أهم التحديات والصعوبات التي تواجه الفلاحة المغاربية وضبط مخطط استراتيجي جديد للاتحاد لتطوير أدائه ويؤهله إلى أن يكون قوة تفاوض ودفاع عن مصالح منظوريه.