بمناسبة إحياء اليوم الوطني للعلم، أشرف اليوم الثلاثاء 24 جويلية 2018 بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس، السيد سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على حفل تكريم طلبة المدارس والمعاهد العليا الفلاحية ومؤسسات التكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري.

وخلال كلمة له، أفاد وزير الفلاحة أن الاحتفال السّنوي الوطني بيوم العلم يُمثّل إحدى السُّنن الحميدة التي دأبت تونس على تكريسها كعيد وطني شعبي يُعْنَى بتكريم العلم ومُرِيدِيه والسّاعين إليه والعَاكِفين في مِحْرَابِهِ. متوجها بالشكر إلى أسرة التّعليم العالي والتّكوين المهني الفلاحي، أساتذة وإطارات وإداريّين وفنّيين وعملة، على ما بذلوه من جهد وما تحلّوا به من صبر وإصرار على تلقين طلبتنا ومُتعلّمي أصول المعرفة الصّحيحة والعلم النّافع على مدى السنة.

كما هنيء الطيب الطلبة والمتكونين على ما نَالُوه من درجات وشهادات علميّة جديدة في دراجات سُلّم المعرفة، مبينا أن القيمة الإضافيّة للثروة الفكريّة الحضاريّة والحصاد العلمي المعرفي يُؤَمّن سنة بعد أخرى تحصينا نهائيّا ضدّ مخاطر الجهل والفقر والإرهاب ويضمن الارتقاء ببلادنا إلى مصاف الدّول المُتقدّمة.

وأضاف الطيب أن تونس ذات الموارد الطبيعيّة المحدودة كانت دائمًا مهد حضارات ومركز إشعاع علمي ثقافي في حوض البحر الأبيض المتوسّط، وأنه تواصلاً مع تلك الجذور الحضاريّة الضّاربة في القدم لا تزال بلادنا تُعوّل على طاقات أبنائها، وتجد فيهم القوّة الدّافعة لتُبوّء المراتب المُشرّفة فـي شتّى مجالات المعرفة، وأن هذا ما أكّده رئيـس الدّولة في يوم العلم لهذه السّنة الذي التأم صباح اليوم بقرطاج.

وأكد السيد مسير الطيب أن بناء مجتمع المعرفة في تونس أصبح خيارًا وطنيّا إستراتيجيّا تعمل الوزارة على تحقيقه من خلال ما شهده قطاع التّعليم العالي والتكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري من عمليّات تغيير وإصلاح ومُراجعة شملت تطوير المناهج وإثراء المضامين وتنويع الشعب والاختصاصات وتحسين طرق التدريس.

ونظرا للدّور الذي تلعبه مدارس التّعليم العالي ومؤسسات التكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري في مضمار التّنمية، أفاد الطيب أن الوزارة بصدد إدخال إصلاحات على هذا التكوين الأكاديمي والمهني ما يُمثّل خير ضمان لرفع تحدّيات التّنمية التي يُجابهها القطاع الفلاحي في سبيل تحقيق الأمن الغذائي والمائي. مبينا أن ارتباط مؤسّسات التّكوين بمشاغل التّنمية الفلاحيّة وتَبَعِيّتها العضويّة لهذا القطاع أصبح أمرًا واقعًا لا جِدَالَ فيه ينعكس بالخصوص عبر التّفاعل المُباشر والمُتناغم والمكثّف بين ثلاثيّة التّكوين والبحث والإرشاد التي تُمثّل إحدى أهمّ ركائز سياسة الدّولة في العمل التّنموي الفلاحي.

وفي إطار الهيكلة الوظائفيّة المُتّصلة بتنمية القطاع، أكد الطيب أن مساهمة التّعليم العالي الفلاحي تتجسّم في جملة من النّشاطات ذات الأثر المباشر على هذا القطاع أهمها:

  • انتقاء وإجراء البحوث التطبيقيّة ليس فقط من طرف الأساتذة الباحثين بل أيضًا من طرف الطّلبة المهندسين. وذلك على ضوء حاجيات وأولويّات التّنمية مثلما يقع الإفصاح عنها من قبل المهنة وهو ما يتجسّم في تفتّح هذه المعاهد المُباشر على المحيط.
  • التّأطير المُباشر والميداني للقطاع بالتّعاون مع وكالة الإرشاد والتّكوين الفلاحي وذلك من خلال إبرام عقود بحث مع المهنة ممثّلة في الفلاّحين والدّواوين وشركات الإحياء والمجامع المهنيّة …
  • إعداد الدّراسات ومُتابعة جميع النّشاطات وتقدّم سير المواسم الفلاحيّة بالاتصال مع الهياكل الفنيّة لوزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري من خلال عديد اللّجان الفنيّة التي تم إحداثها في الغرض (لجنة مُتابعة المناطق السقويّة) والتي كان فيها للمدرسين الباحثين وللمؤسسات التي ينتمون إليها حضُورًا أساسيّا ومسؤوليّة أوليّة إلى جانب زملائهم من الفنّيين والمرشدين.

كما أفاد وزير الفلاحة أن عدد المتكونين في التكوين الأساسي في الفلاحة والصيد البحري لسنة الدراسية 2017 /2018 بلغ 1011 متكون منهم 175 فتاة تخرج منهم 307 متكون. وأنه تم تأمين دورات تكوين مستمر لفائدة 3687 متكوّنا.

وفي إطار الحرص على تدعيم جهاز التكوين المهني في الفلاحة والصيد البحري، أكد الطيب أن وزارة الفلاحة قامت بإبرام اتفاقية إطارية مع وزارة التكوين المهني والتشغيل بهدف تأهيل عدد من المؤسسات التكوينية في الفلاحة والصيد البحري وتنمية قدرات المكونين. كما أضاف أن الوزارة عملت على توطيد أواصر التعاون بين مؤسّسة البحث والتّعليم العالي الفلاحي ووكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي حتى يقع إستثمار مخرجات البحث للرفع من الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات والرفع من قدرتها التنافسية. وأنه في هذا الصدد تم إبرام إتفاقية إطارية بين هاتين المؤسستين يوم 17 أكتوبر 2017.

كما بين السيد سمير الطيب أن العدد الجملي للمسجلين في المعاهد والمدارس العليا الفلاحيّة بلغ خلال العودة الجامعيّة 2018/2017، 4029طالبا وطالبة. وأنه تخرّج خلال هذه السّنة 1023 طالبا باحتساب كافة الشهادات:

  • شهادة إجازة 201متخرّج، شهادة مهندس وطني580 متخرّج
  • شهادة طبيب بيطري 52 متخرّج، شهادة ماجستير156 متخرّج
  • و شهادة دكتوراه 34 متخرّج.

وفي الختام أوصى السيد سمير الطيب بتسريع نسق الإصلاحات المُدخلة على النّظام التّكويني للمهندسين الفلاحيّين والإحاطة بتلك الإصلاحات، كما أوصى نساء ورجال التّعليم العالي والتكوين في الفلاحة والصيد البحري بمزيد البذل والعطاء.